Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 140-140)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ } الآية . هذا تعزية للمسلمين فيما أصابهم من الجراح والقتل يوم أحد وأنهم إن كان أصابهم ذلك فقد أصاب المشركين مثله يوم بدر ، ثم قال : { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } أي : إن ظفرتم يوم بدر فكانت لكم دولة ، ثم كانت الدولة للمشركين يوم أحد عليكم بمعصيتكم أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم كل ذلك ليبتلي الله المؤمنين ، وليبلغ الكتاب أجله . وروي أن المسلمين قتلوا من المشركين يوم بدر سبعين وأسروا سبعين ، وقتل من المسلمين يوم أحد سبعون ، وكثر الجراح في الباقين حتى شج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكسرت رباعيته والقَرح والقُرح لغتان عند الكسائي والأخفش وقطرب كالضُعف والضَعف . وقال الفراء : الفتح اسم الجرح ، والضم اسم الألم . ولم يعرف أبو عمر الضم . وقال يعقوب الحضرمي : المفتوح ما كان بسلاح ، والمضموم الجهاد كذا وقع عنه . قال ابن عباس : " لما كان يوم أحد وأصاب المسلمين ما أصاب صعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل فجاء أبو سفيان فقال يا محمد : الحرب سجال يوم لنا ، ويوم لكم فقال النبي عليه السلام : أجيبوه فقالوا له : لا سواء لا سواء ، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار . فقال له أبو سفيان : لنا عزى ولا عزى لكم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجيبوه . فقالوا : الله مولانا ولا مولى لكم [ فقال أبو سفيان : أعل هبل أعل هبل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قولوا : الله أعلى وأجل ] . فقال أبو سفيان : موعدنا ، وموعدكم بدر الصغرى ، فنزلت { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } " . قوله : { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ } أي : داولها ليعلم الله المؤمنين من المنافقين علم مشاهدة ، وهو عالم بهم قبل أن يخلقهم الله ولكن أراد العلم الذي يقع عليه الجزاء { وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ } أي : يكرم من أراد بالشهادة . والشهداء جمع شهيد ، وسمي شهيداً لأنه مشهود له بالجنة . قال ابن جريج : كان المسلمون يسألون الله أن يريهم مثل يوم بدر ، فيقاتلون ويلتمسون فيه الشهادة ، فابتُلوا بيوم أحد ، فخالف الرماة ، فقتل من المسلمين ، واتخذهم الله شهداء ، فبلغهم أملهم الذي كانوا قد أملوا وسألوا . وقال ابن عباس : كانوا يسألون الشهادة فقتلوا يوم أحد .