Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 161-161)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ } الآية . من قرأ بضم الياء فهو على معنى ما كان لنبي أن يوجد خائناً كما يقال أحمد الرجل وجدته محموداً ، وأحمقته وجدته أحمق . وروى الضحاك أنهم قالوا : بادروا الغنائم لئلا تؤخذ فقال الله عز وجل : ما كان لنبي أن يوجد خائناً أي : ما ينبغي ذلك ولا يكون . وقيل : المعنى : ما ينبغي لنبي أن يغل منه أي : يخان منه . وقد قيل : إن المعنى : أن يخون ، وهذا لا يصلح لأنه يلزم أن يكون يغل . وقد قيل : إنه لما اجتمعت ثلاث لامات حذفت الواحدة . ومن قرأ بفتح الياء فمعناه أن يخون : أي : لا ينبغي أن يخون النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ولا يكون ذلك . قال محمد بن كعب معناه : ما كان له أن يكتم شيئاً من كتاب الله عز وجل ، وما أمر به . وقيل : إن قوماً من المنافقين اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من المغنم ، فأنزل الله جل ذكره ذلك ، وعليه أكثر المفسرين . فالقراءة [ على الفتح ] بمعنى : لا ينبغي أن يخون هو ، وبالضم : ما كان لنبي أن يوجد خائناً ، ولا يمكن ذلك مثل أحمدته . أو يكون المعنى : ما كان لنبي أن يخون ، فيتهم بما لا يليق بالأنبياء صلوات الله عليهم ، أو يكون المعنى : ما كان لنبي أن يخان منه . وقد قوى قوم قراءة الضم بأن الآية نزلت في قوم غلوا فنفى الله أن يخان النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه لا ينبغي أن يخان . وقوى آخرون قراءة الفتح بأن الآية نزلت في قطيفة حمراء فقدت من الغنائم يوم بدر فقال بعض المنافقين : لعل رسول الله أخذها ، وأكثر في ذلك فأنزل الله عز وجل { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ } أي : يخون أصحابه . وقال سعيد بن جبير القراء [ ة ] { يَغُلَّ } بفتح الياء قال : وأما يُغل فقد كان ، والله يغل ويغتل . وروي عن ابن عباس رضي الله عنه وغيره أنه قال : نزلت الآية في طلائع كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجههم في أمر فلم يقسم لهم ، فأعلمه الله عز وجل في هذه الآية أنه ليس له أن يقسم لطائفة دون آخرين فيخون في أنفسهم . وقال الضحاك : يغل بالفتح معناه أن يعطي بعضاً ، ويترك بعضاً وبالفتح كان يقرأ . وقال ابن اسحاق : نرى ذلك في النفي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا ينبغي له أن يكتم من الوحي شيئاً فالفتح أولى به على هذا . { وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي : من يخن من غنائم المسلمين شيئا يأتي به يوم القيامة . قال ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أعرف أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء فينادون : يا محمد ، يا محمد فأقول : لا أملك لك من الله شيئاً فقد بلغتك " ثم قال في الجمل مثل ذلك ، وفي الفرس مثل ذلك غير أنه قال : جمل له رغاء ، أو فرس له حمحمة .