Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 173-174)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ } الآية . المعنى : للذين أحسنوا أجر عظيم القائلين لهم الناس . وقيل المعنى : وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين الذين قال لهم الناس . فالناس الأول قوم سألهم أبو سفيان أن يثبطوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، إذ خرجوا في طلبه لما دخله من فزع ، [ والناس ] الثاني أبو سفيان وأصحابه . { قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ } أي : قد أعدوا للقائكم فاحضروهم { فَزَادَهُمْ إِيمَاناً } أي : زاد التخويف تطريقاً لله عز وجل ، ولوعده سبحانه ، ولم يثنهم ذلك عن وجههم الذي خرجوا فيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صاروا إلى موضع ردهم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا عند التخويف لصحة صدقهم : { حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } أي : كافينا الله ، ونعم القيم الحافظ والناصر الله . يقال : حسبه إذا كفاه . وقيل : إن الناس الأول : نعيم بن مسعود ، بعثه أبو سفيان ، وأصحابه [ أن يثبط النبي عليه السلام وأصحابه ، ويخوفهم من المشركين ووعده بعشرة من الإبل إن هو ثبط النبي صلى الله عليه وسلم وخوفهم . والناس الثاني أبو سفيان وأصحابه ] . { فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ } أي : فرجعوا سالمين مما خوفوا به ، وهرب منهم عدوهم وأمِنُوا . وقيل : إنهم اشتروا أدَماً وزبيباً ، فربحوا فيه ، وأقاموا ثلاثاً بحمراء الأسد " وهي على ثمانية أميال من المدينة " . وقال السدي : لما انصرف أبو سفيان وأصحابه عن أحد ندموا إذ لم يستأصلوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويقتلوهم ، وأداروا الرأي في الرجوع ، فقذف الله عز وجل في قلوبهم الرعب ، فهزموا فلقوا أعرابياً ، وجعلوا له جعلاً ، وقالوا له : إذا لقيت محمداً وأصحابه ، فأخبرهم أنا قد جمعنا لهم ، فأخبر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك ، فخرج في طلبهم حتى بلغ حمراء الأسد ، فلقوا أعرابياً هنالك فأخبرهم ما قال له أبو سفيان من الكذب والتخويف ، فقالوا : { حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } ، أي : كافينا الله ونعم الكافي . قال ابن عباس رضي الله عنه : كان آخر قول إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار : [ حسبي الله ونعم الوكيل ] " فالناس الأول هو الأعرابي ، والثاني أبو سفيان وأصحابه " . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : وافى [ أبو سـ ] فيان عيراً واردة المدينة ببضاعة لهم ، فسألهم أبو سفيان ووعدهم ، وقال لهم : إن لقيتم محمداً وأصحابه ، فأخبروهم أني جمعت لهم جموعاً كثيرة خوفاً منه أن يتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ، ففعلت العير ذلك ، فأنزل الله عز وجل الآية . فالناس الأول [ أهل ] العير ، والثاني أبو سفيان وأصحابه . وقال مجاهد : كان النبي صلى الله عليه وسلم قد واعد أبا سفيان ، وأصحابه من عام قابل من عام أحد : اللقاء بدر الصغرى ، قال أبو سفيان : موعدكم ببدر حيث قتلتم أصحابنا . فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعده حتى أتوا بدراً الصغرى فوافقوا السوق فيها ، ولم يأت المشركون فابتاعوا مما كان في السوق فذلك قوله : { فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ } يعني الأجر { وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ [ سُوۤءٌ ] } وهي غزوة بدر الصغرى . قال مجاهد : فالفضل ما أصابوا في التجارة .