Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 190-191)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } الآية . معنى الآية : أنها تنبيه لخلق أولي العقول على قدرة الله عز وجل ، وإحكامه لما خلق من السماوات والأرض ، وما دبر فيهما من المعايش واختلاف الليل والنهار ، وأن ذلك علامات ظاهرات لأولي العقول ، فكيف ينسب إلى من كان بهذه الصفة فقر أو نقص ، ثم مدح أولي العقول ووصفهم فقال : { ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً } الآية . المعنى : قياماً في صلاتهم ، وقعوداً في تشهدهم وغيره ، وعلى جنوبهم مضطجعين . وقال ابن جريج : هو ذكر الله تعالى في الصلاة وغيرها وقراءة القرآن . قال ابن مسعود رضي الله عنه في معنى الآية : من لم يستطع أن يصلي قائماً فليصل جالساً ، أو مضطجعاً . وقيل : المعنى : أنهم كانوا يذكرون الله على كل حال . وفي حكاية ابن عباس رضي الله عنه : " إذ بات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم : فاستوى عليه السلام قاعداً - يريد من نومه - ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : " سبحان الملك القدوس " ثلاث مرات ، ثم قرأ { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ } حتى ختم السورة " . قوله : { رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ } أي : يقولون ربنا ما خلقت هذا من أجل الباطل أي عبثاً ، { وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي : في عظمة الله { سُبْحَانَكَ } أي : تنزيهاً لك من السوء أن تكون خلقت هذا باطلاً ، والتفكر في عظمة الله عز وجل من أعظم العبادة . وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : تفكر ساعة خير من قيام ليلة . وقيل لأم الدرداء : ما كان أفضل عمل أبي الدرداء ؟ قالت : التفكر . وقال كعب : من أراد أن يبلغ شرف الآخرة فليكثر التفكر يكن عالماً .