Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 4-4)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله { هُدًى لِّلنَّاسِ } : يعني اليهود والنصارى ، وهذا كله رد على من جحد القرآن . وكان سبب هذه السورة في نزولها بالتوحيد ، وذكر يحيى وعيسى : " أن طائفة من النصارى قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من نجران فحاجوه في عيسى وألحدوا ، فأنزل الله في أمرهم وأمر عيسى من هذه السورة نيفاً وثمانين آية من أولها ، احتجاجاً عليهم ، ودعاهم النبي عليه السلام إلى الإسلام فقالوا : قد أسلمنا فقال صلى الله عليه وسلم : كذبتم . يمنعكم من الإسلام ادعاؤكم لله ولداً ، وعبادتكم الصليب ، وأكلكم الخنزير ، فأبوا إلا المقام على كفرهم ، فدعاهم إلى المباهلة ، فأبوا ذلك وسألوه أخذ الجزية فقبلها ، وانصرفوا إلى بلادهم " . وكان من أول ما سألوه أن قالوا : من أبو عيسى عليه السلام ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم . فأنزل الله صدر السورة بتوحيده وتعظيمه رداً عليهم ، ووصف نفسه بالحياة تقريعاً لهم ، لأنهم يعبدون عيسى وهو عندهم قد مات وقال : { هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي ٱلأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ } [ آل عمران : 6 ] . وقال : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ } [ آل عمران : 59 ] . وكان ممن قدم عليه ثلاثة رؤساء ( لهم ) منهم : أحدهم العاقب ، وهو عبد المسيح . والآخر : السيد ، وهو الأيهم . والثالث أبو حارثة بن علقمة ، أخو بكر بن وائل . والإنجيل " الأصل من : نجلته " الشيء : أخرجته ، ويقال نجله أبوه أي : جاء به وجمعه أناجيل ، وهو إفعيل وجمع التوراة : توار . قوله : { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } ، ( أي ) لما قبله من كتاب ورسول " . قوله : { وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ } . هو ما يفرق به بين الحق والباطل في أمر عيسى . وقيل : في أحكام الشرائع ، وقيل : فيهما . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } . أي : إن الذين جحدوا بآيات الله وقالوا : إن عيسى ولده واتخذوه إلهاً { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } .