Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 75-75)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ } الآية . وجه من قرأ بالإسكان في يؤده وشبهه أنها لغة العرب يسكنون الهاء كما يسكنون الميم في أنتم ، ورأيتم ، وأنشد الفراء : @ " فيصلح اليوم ويفسده غداً " @@ وأنشد الأخفش وغيره : @ بيت لدى البيت العتيق أخيله ومطواي مشتقاقان له ارقان @@ وبعض النحويين لا يجيزه إلا في الشعر ، وبعضهم يمنعهم البتة . وعد المبرد إسكان الهاء لحناً . وقيل : اسكنت الهاء على التوهم أن الجزم عليها وقع . وقد روي عن أبي عمرو : الاختلاس ، وهو اختيار أهل النظر . ومعنى الآية أن الله أخبر أن من أهل الكتاب المؤتمن ومنهم الخائن ، والناس لا يميزون الخائن منهم ، فصارت الفائدة أنها تحذير من الله للمؤمنين أن يأتمنوهم لأن منهم الخائن وغيره ، وهم لا يميزون ذلك فاجتنابهم أخلص . ومعنى { إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً } : إلا أن تلح عليه بالتقاضي والمطالبة . والباء في بقنطار " و " بدينار بمعنى على ، وهما يتعاقبان في مثل هذا . وقيل : معنى { إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً } أي : يقر بالأمانة ما دمت قائماً على رأسه في وقت عطائها ، فإذا ذهب ثم جئت تطلبها كابرك وجحدك . وقيل : قائماً بمعنى ثابتاً لازماً له ، حكى سيبويه : قام بمعنى ثبت . قوله [ ذلك ] لأنهم قالوا : أي : فعلهم ذلك ( و ) أمرهم ذلك ومعناه ، فعلوا ذلك لأنهم يقولون : لا حرج علينا فيما أصبنا من أموال العرب لأنهم على غير حق ، قال ذلك قتادة . وقال ابن جريج : كان لرجل من المسلمين على اليهود ديون داينهم بها قبل أن يسلموا ، فلما أسلموا طالبوهم بها فقال اليهود : ليس لكم علينا أمانة ، ولا قضاء لأنكم تركتم دينكم الذي ( كنتم ) عليه ، وإنما كان حقوقكم واجبة علينا في الأمانة ، وغيرها قبل أن ترجعوا عن دينكم ، فلما تركتم دينكم ورجعتم إلى الإسلام لم تلزمنا لكم حقوق ولا أداء أمانة ، وادعوا أنهم يجدون ذلك في كتابهم ، فرد الله عليه قولهم بقوله عقب الآية : { وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } وعنوا بالأميين العرب ، نسبوا إلى ما عليه الأمة قبل أن يتعلموا الكتابة . وقيل : نسبوا إلى الأم لأنها لا تعرف تكتب . وقيل : نسبوا إلى أم القرى ، وهي مكة .