Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 77-77)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ } … الآية . معنى الآية : إن الذين يستبدلون بعهد الله الذي عهد إليهم في كتابهم وبإيمانهم الكاذب عوضاً قليلاً أي : خسيساً من عرض الدنيا ، { لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } أي : لا حظ لهم فيها أي : لا نصيب { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ } معناه : لا يكلمهم بما يسرهم . وقيل : لا يسمعهم كلامه بلا سفير . وقيل معناه : غضب عليهم كما يقال : فلان لا يكلم فلاناً أي : هو غاضب عليه . { وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ } ، أي : لا يعطف عليهم بخير ، كما يقال : انظر إلي نظر الله إليك أي : اعطف علي عطف الله عليك . ما زالت هذه الآية في أحبار اليهود منهم كعب بن الأشرف وحيي بن الأخطب . وقيل : " إنها نزلت في الأشعت بن قيس وخصم له اختصما في أرض ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لليهودي : احلف ، فقال الأشعت : إذن يحلف فيذهب حقي " ، فأنزل الله الآية ، وقال النبي عليه السلام بعقب ذلك : " من حلف بيمين كاذبة ليقطع بها حق أخيه لقي الله عز وجل ( وهو عليه غضبان ) " . وروي عن مجاهد أنه قال : نزلت في رجل أقام سلعة في أول النهار ، فلما كان آخره جاء رجل يساومه فيها ، فحلف لقد منعها أول النهار من كذا وكذا ، ولولا المساء ما باعها بهذا العطاء فأنزل الله الآية . وقال ابن المسيب : اليمين الفاجرة من الكبائر وتلا هذه الآية . وقال قتادة : من حلف على يمين فاجرة ليقتطع بها حق أخيه فليتبوأ مقعده من النار ، ثم تلا هذه الآية . وقال ابن مسعود : كنا نرى ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من الذنب الذي لا يغفر : يمين الصبر إذا فجر فيها صاحبها . وعن مجاهد أنه قال : هو الرجل يقول أعطيت بسلعتي كذا وكذا كذباً . وقيل : إنها نزلت في قوم من اليهود ضاقت عليهم معاشهم ، فخرجوا إلى المدينة ، فلما رجعوا رؤساءهم سألوهم عن النبي عليه السلام فقالوا : هو الصادق لا شك فيه ، فقال الرؤساء : الآن حرمْتُم أنفسَكم بِرَّنَا ونَفْعَنَا . فانقلب القوم ، إلى منازلهم ، وأخرجوا كتبهم فحكوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم وأثبتوا صفة غيره ، وراحوا إلى رؤسائهم فقالوا : إنا فتحنا كتبنا فرأينا الأمر فيها على ما تصفون في محمد صلى الله عليه وسلم فنفعوهم وأعطوهم ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية فيهم . وروى ابن مسعود بأن النبي عليه السلام قال " من حلف بيمين صبر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان ، فأنزل الله تصديق ذلك { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ } الآية " .