Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 112-113)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَن يَكْسِبْ خَطِيۤئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً } الآية . الخطيئة ما أتاه الإنسان [ من ذنب ] متعمداً ، وغير متعمد والإثم ما أتاه متعمداً فقط . ومن أجل ذلك فصل بينهما في الاكتساب . فالمعنى : ومن يكسب خطيئة على غير عقد منه لها ، أو إثماً على عمد منه ، { ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً } أي يضيف ذلك إلى بريء { فَقَدِ ٱحْتَمَلَ بُهْتَاناً } أي تحمل بفعله ذلك فرية وكذباً وإِثْماً عَظِيماً . وقيل : إن الخطيئة والإثم واحد ، ولكن لما اختلف اللفظان جاز . وقيل : إن الخطيئة هي الصغيرة ، والإثم في الكبيرة ولذلك انفصلا . وقال أبو إسحاق : سمى الله تعالى بعض المعاصي خطايا ، وسمى بعضاً إثماً فأعلم أن من اكتسب معصية تسمى خطيئة ، أو كسب معصية تسمى إثماً ، ثم رمى بها من لم يعملها { فَقَدِ ٱحْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً } . والبهتان : الكذب . وهذا نزل في شأن طعمة وما رمى به اليهودي أو غيره من سرقة الدروع ، والهاء في " به " تعود على الإثم ، ولا يجوز أن تعود على الإثم والخطيئة ، لأنها بمعنى الجرم والذنب ، ولأن الأفعال ، وإن اختلفت العبارات منها فهي راجعة ، إلى معنى واحد ، فرجعت الهاء على ذلك ، هذا قول من قال : لما اختلف اللفظان جاز أن يكررا ، والمعنى فيهما سواء . ويجوز أن تعود على الخطيئة لأنها بمعنى الذنب . وقيل : تعود على الكسب [ ودل ] عليه يكسب . وقوله : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ } . المعنى : { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ } بأن نبهك على الحق ، وعصمك بتوفيقه ، وبين لك من الخائن { لَهَمَّتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ } بمساعدتهم ، فتبرئ طعمة من سرقة الدروع على رؤوس الملأ ، وتلحقها باليهودي لأنهم سألوه في ذلك ، فهم به حتى نزلت عليه الآية ، { وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ } أي ليس يضرك هؤلاء الخائنون شيئاً ، إنما يضلون أنفسهم ويضرونها .