Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 129-129)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ … } الآية : المعنى : ولن تطيقوا أيها الرجال أن تسووا بين النساء في حبهن بقاؤكم حتى تعدلوا بينهن ، فلا تكون لبعضهن مزية على بعض { وَلَوْ حَرَصْتُمْ } فإن ذلك مما لا تقدرون عليه { فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ } أي : لا تميلوا على من لم تملكوا صحبته من قلوبكم فتجوروا عليها بترك أداء الواجب لها { فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ } أي كالتي هي لا ذات زوج ، ولا هي أيم . وليس في قوله : { فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ } دليل على جواز بعض الميل ، إنما معناه لا تميلوا بما تقدرون على تركه ميل الميل فهو أمر يُغلب الإنسان عليه ، ولذلك كان عمر رضي الله عنه يقول : " اللهم أما قلبي فلا أملك ، وأما غير ذلك فأرجو أن أعدل " . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل ويقول : " اللهم هذه قسمتي فيما أملك ، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " . قال ابن أبي مليكة : " نزل ذلك في عائشة رضي الله عنها . يعني كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها أكثر من غيرها " . قال سفيان : " نزلت في الحب والجماع " . وقال السدي : { فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ } قال : " تجوز عليها فلا تنفق ولا تقسم " . وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من كانت له امرأتان يميل [ مع ] إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه ساقط " . وقال قتادة : " المعلقة " : المحبوسة . وقال ابن جبير : " لا مطلقة ولا ذات بعل . قوله : { وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ } أي تصلحوا أعمالكم ، فتعدلوا في أزواجكم ، وتتقوا الله فيهن { فَإِنَّ ٱللَّهَ } لم يزل { غَفُوراً رَّحِيماً } لكم أي يستر عليكم ما سلف منكم ( رحيماً بكم ) .