Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 31-31)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ } الآية . الكبائر هي : من أول السورة إلى ثلاثين آية منها في قول جماعة من العلماء . وقال علي رضي الله عنه على المنبر في الكوفة : والكبائر سبع فسئل عنها ، فقال : الإشراك بالله ، وقتل النفس التي حرم الله وقذف المحصنة ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، والفرار من الزحف ، والتعرب بعد الهجرة ، يريد أن يرجع الرجل أعرابياً بعدما هاجر إلى الله ( تعالى ) ورسوله . وقيل : الكبائر منصوصة في كتاب الله عز وجل على ما روي عن علي رضي الله عنه وهي سبع قوله : { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } [ الحج : 31 ] وقوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَٰمَىٰ ظُلْماً } [ النساء : 10 ] وقوله : { ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ ٱلرِّبَٰواْ لاَ يَقُومُونَ } [ البقرة : 275 ] . وقوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ٱلْغَافِلاَتِ ٱلْمُؤْمِناتِ } [ النور : 23 ] . وقوله : { فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ } قال فيمن ولي { فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ } [ الأنفال : 16 ] وقوله : { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً } [ النساء : 93 ] . وقوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّواْ عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ } [ محمد : 25 ] . وقال عطاء : الكبائر سبع وهي : قتل النفس ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، ورمي المحصنات ، وشهادة الزور ، وعقوق الوالدين ، والفرار من الزحف ، وروي أن ابن عمر قال : تسع زاد على ما قال عطاء : السحر ، والإلحاد في البيت الحرام . وقال ابن مسعود : الكبائر أربع : الإشراك بالله ، والقنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله ، قال الله عز وجل : { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } [ الحج : 31 ] . وقال : { وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ } [ الحجر : 56 ] وقال : { لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَافِرُونَ } [ يوسف : 87 ] وقال { فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ } [ الأعراف : 99 ] . وقال ابن عباس : كل ما نهى الله عنه فهو ( كبيرة ) ، وروي عنه أنه قيل له : أسبع هي ، قال : هي إلى السبعين أقرب . وأنه قال هي إلى سبع مائة أقرب . وقيل : لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار ، وقاله عمر رضي الله عنه وروي عن ابن عباس أنه قال : الكبائر كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو عذاب وهذا قوله جامع . وقال الحسن : الكبائر كل ذنب توعد الله عليه بالنار في كتابه : كالشرك ، وهو أكبر الكبائر ، وقتل النفس ، وأكل الربا ، والزنا ، وعقوق الوالدين ، واليمين الغموس ، وقذف المحصنات ، وشهادة الزور ، والفرار من الزحف ، وأكل مال اليتيم ، والإدمان على الخمر وشبهه . وقد يكون الذنب صغيراً فإذا أصر عليه صار كبيراً بالإصرار عليه ، وترك التوبة ، والإقلاع عنه ، فالإصرار على الذنب ذنب عظيم . ( وقيل : الكبائر كل ما لا يقبل معه عمل ، نحو : الشرك بالله سبحانه ، وقتل الأولاد ، والسحر ، والكفر برسول الله عليه السلام وبآبائه ، وشبهه ) . وقال زيد بن أسلم : كل ذنب يصلح معه عمل فليس بكبيرة والله يغفر السيئات والحسنات . وقد قال بكر القاضي : من أعظم الكبائر سب السلف وتنقصهم ، وشهادة الزور عند الحكام ، وعدول الحكام على الحق ، واتباعهم للهوى . ومن الكبائر : اللواط ، والإصرار على الصغائر من الكبائر . " والندم توبة " والصغائر تكفرها الطهارة والصلاة والجماعات . وقال أبو بكر رضي الله عنه : إن الله يغفر الكبيرة فلا تيأسوا ، ويعذب على الصغير فلا تغتروا . وقال عمر : لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار . " وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر فقال : " الشرك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين ، وقال : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قال : قوله الزور ( أو ) قال وشهادة الزور " وروي أنه قال : " واليمين الغموس " . وروي عنه أنه قال : " من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان واجتنب الكبائر ، فله الجنة ، قيل : وما الكبائر ؟ قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، والفرار من الزحف " . وقال ابن مسعود " سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر ؟ فقال : " أن تدعو لله نداً وقد خلقك ، ( وأن تقتل ولدك ) من أجل أن يأكل معك ، أو تزني بحليلة جارك ، وقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ } " . وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " هو الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وأكل مال اليتيم ، والفرار من الزحف وقذف المحصنة ، وقول الزور ، والغلول ، والسحر وأكل الربا واليمين الغموس " . ومعنى قوله { نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } أنه تعالى وعد أن يكفر الصغائر باجتناب الكبائر وقال النبي عليه السلام : " اجتنبوا الكبائر وسددوا وابشروا " . وقال ابن مسعود : في خمس آيات من سورة النساء لهن أحب إلي من الدنيا قوله : { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } وقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَٰعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } [ النساء : 40 ] وقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ } [ النساء : 48 ، 116 ] . وقوله : { وَمَن يَعْمَلْ سُوۤءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً } [ النساء : 110 ] وقوله : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } [ النساء : 152 ] الآية . قال ( ابن عباس ) : ثمان آيات نزلت في سورة النساء هن خير لهذه الأمة لما طلعت عليه الشمس وغربت أولها { يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } [ النساء : 26 ] . الآية ، والثانية { وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ } [ النساء : 27 ] الآية ، والثالثة { يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ } [ النساء : 28 ] الآية ثم ذكر الخمس التي ذكرها ابن مسعود . وقيل معناه : إن السيئات تكفرها الصلوات الخمس ما اجتنبت الكبائر . ومن فتح الميم من ( مَدخلاً ) احتمل أن يكون مصدر دخل ، وأن يكون اسماً للمكان من أدخل ، والمدخل الكريم هو المكان الحسن في الجنة .