Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 49-49)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ } الآية . معناه ألم تر بقلبك يا محمد ، إلى اليهود الذين يطهرون أنفسهم من الذنوب ويمتدحونها ، وهو قولهم : { نَحْنُ أَبْنَاءُ ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } [ المائدة : 18 ] فلا ذنوب لنا ، قاله قتادة . وقال الحسن وابن زيد : هم اليهود والنصارى قالوا : { وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ } [ البقرة : 111 ] وقالوا : { نَحْنُ أَبْنَاءُ ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } [ المائدة : 18 ] . قال الضحاك والسدي : قالت اليهود ليس لنا ذنوب إلا كذنوب أولادنا يوم يولدون إنما نحن مثلهم ما عملنا بالنهار كفّر عنا بالليل ، وقال الله عز وجل : { انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ } [ النساء : 50 ] الآية . وقال مجاهد : تزكيتهم تقديم أولادهم لإمامتهم ولدعائهم يزعمون أنهم لا ذنوب لهم . وقال عكرمة : كانوا يقدمون الصبيان الذين لم يبلغوا الحلم يصلون بهم ، يقولون : ليست لهم ذنوب . وقال ابن عباس كانوا يقولون : إن أبناءنا إن توفوا فهم لنا قربة عند الله يستشفعون لنا ويزكوننا . وقال : ابن مسعود : " كانوا يقولون : كان بعضهم يزكي بعضاً ، فقال الله تعالى : { يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ } أي : يزكي بعضهم بعضاً ، كما قال { تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ } [ البقرة : 85 ] أي : يقتل بعضكم بعضاً . قوله : { بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ } . أي : يوفق من يشاء للطاعة ، والعمل بما يزكيه أي : يزكي عمله . والزكاة : النماء . قوله : { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } أي : ليس ينقصون من حقوقهم مقدار الفتيل ، وروي عن ابن عباس انه قال : الفتيل ما خرج بين أصابعك من الوسخ إذا فتلتهما . وقيل : ما خرج بين الكفين إذا فتلتهما . وعن ابن عباس أيضاً : الفتيل الذي في بطن النواة ، يعني في شق النواة كالخيط ، ومثله عن مجاهد ، وهو فعيل بمعنى : مفعول : وقيل : الفتيل ما في ( بطن ) النواة . والنقير : ( النقرة ) التي في ظهرها منها تنبت [ النخلة ] . والقطمير : القشرة الملفوفة عليها . قال الأخفش : يزكون أنفسهم تمام ، وخولف في هذا لأن ما بعده متصل به .