Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 51-52)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ } الآية . معناها : ألم تر يا محمد بقلبك إلى الذين أعطوا حظاً من الكتاب يعني : علماء بني إسرائيل أعطوا في كتابهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم وصفته فكتموه . قال عكرمة : الجبت والطاغوت صنمان كان المشركون يعبدونهما . وقال ابن عباس : الأصنام هي الجبت والطاغوت الذين يعبرون عنها الكذب ليضلوا الناس . وروي عن عمر رضي الله عنه وأرضاه أنه قال : الجبت الساحر والطاغوت الشيطان . وقال ابن جبير : الجبث بلسان الحبشة الساحر ، والطاغوت الكاهن ، وكذلك قال أبو العالية . وقال قتادة : الجبت الشيطان والطاغوت الكاهن ، وكذلك قال السدي . وعن ابن جبير أيضاً : الجبت الكاهن والطاغوت الشيطان . وعن ابن عباس : الجبت حيي بن أخطب ، والطاغوت كعب بن الأشرف ، وهما رئيسان من رؤساء اليهود ، وكذلك قال الضحاك والفراء . والجبت والطاغوت عند أهل اللغة كل ما عبد من دون الله [ عز وجل ، وروي عن ابن وهب عن مالك أنه قال : الطاغوت ما عبد من دون الله ] سبحانه ، قال الله عز وجل : { ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا } [ الزمر : 17 ] ، قال : فقلت لمالك : وما الجبت قال : سمعت من يقول : هو الشيطان . قال قطرب : الجبت أصله عند العرب الجبس ، وهو الثقيل الذي لا خير فيه ولا عنده ، فأبدلت التاء عن السين ، وهي لغة رديئة لا يجب أن يحمل القرآن عليها . وعن عمر : أن الجبت السحر ، والطاغوت الشيطان . وقوله : { وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰؤُلاءِ أَهْدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً } أي : يقول اليهود لبعض الكفار ، هؤلاء أصحابكم أهدى من المؤمنين بالله ورسوله طريقاً ، يغبطونهم بتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به ، وذكر أن ذلك من قول كعب بن الأشرف . وقال ابن عباس : لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت له قريش : أنت خير أهل المدينة وسيدهم ، قال : نعم ، قالوا : ألا ترى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج ، وأهل السدانة ، وأهل السقاية ، قال : أنتم خير منه ، فأنزل الله { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ } [ الكوثر : 3 ] وأنزل { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ … } الآية . قال عكرمة : انطلق كعب بن الأشرف إلى المشركين من كفار قريش فاستجاشهم على النبي صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يغزوه ، وقال : أنا معكم نقاتله فقالوا : أنتم أهل كتاب ، وهو صاحب كتاب ، ولا نأمن أن يكون هذا مكر منكم ، فإن أردت أن نخرج معك ، فاسجد لهذين الصنمين وآمن بهما ، ففعل ، وقال : أنتم خير من محمد ، فأنزل الله عز وجل { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ } الآية . فالجبت والطاغوت على هذا الخبر هما الصنمان . وقال ابن زيد : فاعل ذلك حيي بن أخطب . وقيل : هو كعب ، وحيي ورجلان من اليهود من بني النضير لقوا قريشاً بالموسم ، فقال لهم المشركون : أنحن أهدى أم محمد وأصحابه ؟ إن أهل السقاية والسدانة وأهل الحرم ، فقال له : لا أنتم أهدى من محمد وأصحابه ، وهم يعلمون أنهم كاذبون حملهم على ذلك الحسد ، فأنزل الله عز وجل { أَلَمْ تَرَ } ، الآية . قوله { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ } أي : أخزاهم وأبعدهم من رحمته { وَمَن يَلْعَنِ ٱللَّهُ } أي : يخزيه ويبعده عن توفيقه ورحمته { فَلَن تَجِدَ لَهُ } من ينصره من عقوبة الله ولعنته سبحانه .