Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 77-77)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوۤاْ أَيْدِيَكُمْ } الآية . هذه الآية نزلت في ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تسرعوا إلى قتال المشركين بمكة قبل الهجرة ، بما يلقون منهم من الأذى ، فقيل لهم : كفوا أيديكم عن القتال وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فكانوا يتمنون القتال { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ } كرهه جماعة منهم ، ومعنى كتب فرض ، ومعنى { لَوْلاۤ أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } أي : إلى أن نموت بآجالنا ، ولا نتعرض للقتال فنقتل ، حباً للدنيا فقال الله تعالى { قُلْ مَتَاعُ ٱلدُّنْيَا قَلِيلٌ وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ } . قال ابن عباس : هو عبد الرحمن بن عوف وأصحابه سألوا النبي صلى الله عليه وسلم القتال ثم كرهه جماعة منهم لما فرض عليهم . وقال السدي : قوم أسلموا قبل أن يفرض القتال فسألوا القتال ، فلما فرض عليهم كرهه جماعة منهم وخاف منه كما يخاف الله وأشد من ذلك . وقيل : هم المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه . وقيل : نزلت في يهود فعلوا ذلك ، فنهى الله هذه الأمَة أن تصنع صنيعهم . ويجوز - والله أعلم - أن يكون هؤلاء اليهود الذين فعلوا ذلك هم الذين ذكرهم الله في البقرة في قوله { إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ٱبْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ } [ البقرة : 246 ] ثم قال : { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ } [ البقرة : 246 ] أي فرض { تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } [ البقرة : 246 ] . ومن قراء { وَلاَ تُظْلَمُونَ } بالتاء أجراه على الخطاب لأن بعده { أَيْنَمَا تَكُونُواْ } . ومن قرأ بالياء أجراه على ما قبله وهو قوله : { إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ } وقوله { وَقَالُواْ } وقوله { لَهُمْ } وقوله { كُفُّوۤاْ } وشبهه .