Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 36-38)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } إلى آخر السورة الآيات . أي : ابذلوا أيها المؤمنون أنفسكم وأموالكم في جهاد عدوكم ورضى ربكم ، فإنما الحياة الدنيا لعب ولهو ، إلا ما كان منها من عمل صالح . ثم قال : { وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ } أي : تؤمنوا بربكم ، وتتقوا مخالفة أمره يؤتكم أجوركم ، وقد عرفهم أن أجورهم الجنة ، والنجاة من النار . ثم قال : { وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَٰلَكُمْ } أي : لا يطلب منكم ربكم أموالكم ، إنما يطلب منكم الإيمان به وجهاد عدوه . وقيل معناه : ولا يأمركم أن تنفقوا أموالكم كلها في سبيل الله ومواساة الفقراء . ثم قال : { إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُواْ } [ أي : إن يطلب منكم ربكم نفقة أموالكم كلها في جهاد عدوه فيلح عليكم في ذلك تبخلوا ] بها وتمنعوه منها ويخرج منكم ما خفي . وقيل المعنى : ويخرج البُخْل أضغانكم ، أي : ما تضمرونه من امتناع النفقة خوف الفقر يفضحكم . قال قتادة : قد علم الله أن في مساءلة المال خروج الأضغان . قال الضحاك : تخسر قلوبكم إذا سألتم أموالكم . ثم قال : { هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي : أنتم أيها المؤمنون تدعون / أي لتنفقوا في سبيل الله / ، فمنكم من يبخل بإخراج النفقة في سبيل الله ، ومن يبخل بالنفقة في سبيل الله فإنما يبخل عن نفسه ، لأنه يمنعها الأجر العظيم والثواب الجزيل فبخله عليها راجع . ثم قال : { وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ } أي : لا حاجة به إلى أموالكم لأنه غني عنها وإنما يختبركم ليعلم الطائع من العاصي ، ليجازي كلا بعمله ، وأنتم أيها الخلق الفقراء إلى الله . ثم قال : { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } أي : وإن تعرضوا أيها الناس عن ما جاءكم به محمد فترتدوا ، يستبدل قوماً غيركم أي : يهلككم ثم يجيء بقوم آخرين بدلاً منكم يعملون ما يؤمرون به . { ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم } أي : لا يبخلوا بأموالهم عن النفقة في سبيل الله ولا يضيعوا شيئاً من حدود [ الله ] . " وروي أنه لما نزلت هذه الآية كان سلمان إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من هؤلاء القوم ، إن تولينا يستبدلوا بنا ؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكب سلمان فقال ، هذا وقومه ، والذي نفسي بيده لو أن الدين معلق بالثريا لنالته رجال من أهل فارس " . وقيل : هم أهل اليمن . وقيل : هم الملائكة ، وهو بعيد لأنه لا يقال للملائكة قوم . وقيل المعنى إن تولى أهل مكة عن الإيمان والجهاد استبدل الله بهم أهل المدينة .