Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 1-1)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ } إلى قوله : { بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } الآية . روى سفيان عن الأعمش عن خيثمة قال : هل تقرؤون { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } إِلا وهي في التوراة " يا أيها المساكين " . فالمعنى : يا أيها الذين صدقوا محمداً صلى الله عليه وسلم لا تعجلوا بقضاء أمركم في دينكم قبل أن يقضي الله عز وجل ورسوله لكم فيه . حكي عن العرب : فلان تقدم بين يدي إمامه ؛ أي : تعجل الأمر والنهي دونه . قال ابن عباس معناه : لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة . وعنه أنه قال : نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه . وقال مجاهد معناه : لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء حتى يقضيه الله عز وجل على لسان رسوله . وقال قتادة : كان أناس يقولون لو نزل في كذا ، أو صنع كذا وكذا ، فكره الله عز وجل ذلك . وقال الحسن : ذبح أناس من المسلمين قبل صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيدوا ذبحاً آخر لتقدمهم . ففي هذا دليل أنه لا يجوز أن يؤدى فرض قبل وقته . قال الضحاك : لا تقدموا بين يدي الله ورسوله : يعني بذلك في القتال ، وما كان من أمر دينهم ، لا يصلح لهم أن يتقدموا في أمر حتى يأمر فيه النبي صلى الله عليه وسلم . وروى ابن أبي مليكة : أن الآية نزلت في رأي ، أشار به عمر على النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن النبي / صلى الله عليه وسلم أراد أن يستخلف على المدينة رجلاً إذ مضى إلى خيبر ، فأشار عليه عمر برجل آخر . وقيل : نزلت في سبب كلام دار بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وذلك أن ( وفداً من بني تميم ) قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له أبو بكر : أمِّر القعقاع بن معبد ، وقال عمر : بل أمِّر الأقرع بن حابس ، فقال له أبو بكر : ما أردت إلا خلافي ، فقال له عمر : ما أردت خلافك ، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزلت هذه الآية في ذلك . ثم قال : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ أي : يسمع قولكم ويعلم فعلكم فاتقوه وخافوه ] .