Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 110-110)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱذْكُرْ نِعْمَتِي } الآية . قرأ ابن محيصن { إِذْ أَيَّدتُّكَ } ، وكذلك روي عن مجاهد ، وهما لغتان . والمعنى : واحذروا يوم يجمع الله { ٱلرُّسُل } ، فيقول كذا وكذا ، إذ قال الله يا عيسى ابن مريم . ( و ) قوله : { ( أَيَّدتُّكَ ) بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ } أي : أعنتك بجبريل . وقوله : { وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ٱلْكِتَابَ } هو الخط ، { وَٱلْحِكْمَةَ } : الفهم بمعاني الكتاب ، { وَٱلتَّوْرَاةَ } : وهو ما أنزل على موسى ، { وَٱلإِنْجِيلَ } ، وهو الذي أنزل عليه ، ومعنى { بِإِذْنِي } : أي : بعوني لك . ومعنى { تَخْلُقُ } تعمل وقيل : تُقَدِّر . { وَتُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ } هو الذي يولد أعمى ، وقيل : يكون الأكمه أيضاً ( الذي ) يعمى بعد البصر . { وَإِذْ تُخْرِجُ ٱلْمَوتَىٰ } أي : تخرجهم أحياء من قبورهم ، { بِإِذْنِيِ } أي : بعوني { وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَنكَ } أي : منعتهم إذ هموا بقتلك لما جئتهم بالبينات ، وهذا كله تعديد نِعمِ الله على عيسى . والبينات : الأدلّة المعجزة الدّالّة على نبوتك . { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } : من قرأ { سِحْرٌ } فمن أجل أن بَعْدَه { مُّبِينٌ } ، والسحر مما يوصف بالبيان . ومعنى { سِحْرٌ } أي عمله ، وما أظهره سحر . ومن قرأ : ( ساحر ) ، فلأن المذكور في الكلام هو عيسى ، وليس مما يوصف بأنه سحر ، لأن الإنسان لا يكون سحراً ، إنما يكون ساحراً ، وكل ساحر لا يسمى بذلك حتى يعمل السحر ، وكل من أضيف إليه سحر فهو ساحر فالقراءتان متقاربتان . والكهل : ابن أربعين سنة ، وقيل : ابن أربع وثلاثين سنة . ومعنى النعمة على عيسى في أن يكلم الناس كهلاً : أنه مد في عمره الى أن بلغ الكهولية .