Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 118-118)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ } الآية . المعنى : إن تعذبهم بقولهم فإنهم عبادك ، وإن تغفر لهم بتوبتهم عما قالوا فتستر عليهم ، { فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ } في انتقامك ، { ٱلْحَكِيمُ } في أفعالك . وقال السدي : المعنى : إن تعذبهم فتميتهم على نصرانيتهم فيحق عليهم العذاب فإنهم عبادك ، وإن تغفر لهم فتخرجهم من النصارنية وتهديهم إلى الإسلام ، فإنك أنت العزيز الحكيم ، قال : هذا قول عيسى في الدنيا . وقال بعض أهل النظر : يكون هذا من عيسى في القيامة وإنما يقوله على التسليم لأمر الله ، وقد أيقن أن الله لا يغفر لكافر ، ولكنه سلم الأمر ، ولم يكن يعلم ما أحدثوا بعده : أكفروا أم لا . قال ابن الأنباري : لم يقل هذا عيسى وهو يقدّر أن الله يغفر للنصارى إذا ماتوا مصرين على الكفر ، لكنه قاله على جهة تفويض الأمر إلى ربه ، وإخراجِهِ نَفْسَه من حالة الاعتراض . والمعنى : إن غفرت لهم ، لم يكن { لِي } و { لاَ } لأحد الاعتراض عليك من حكمك ، وإن عذبتهم ( فبعدل ) منك ، ذلك لكفرهم . وقيل : الهاء في { تُعَذِّبْهُمْ } للبعض الذين أقاموا على الكفر ، والهاء في { ( وَ ) إِن تَغْفِرْ لَهُمْ } للبعض الذين تابوا من الكفر . وقيل : الهاءات كلها للنصارى والكفار ، والمعنى : إن تعذبهم بتركك إياهم على الكفر فهم عبادك ، وإن تغفر لهم بتوفيقك إيّاهم للإيمان والتوبة فأنت العزيز الحكيم .