Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 23-23)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ } الآية . قرأ سعيد بن جبير { ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ } على ما لم يسم فاعله ، فأخبر الله تعالى نبيه بما قال رجلان صالحان من بني إسرائيل وهما يوشع بن نون وكلاب بن [ يافنا ] - وقيل : كالب ، وقيل : اسمه كالوب بن مَافِنَة - فَوَفَيَّا موسى بما عهد إليهما . وقال ابن عباس : لما نزل موسى بمدينة الجبارين بعث من بني إسرائيل اثني عشر نقيباً ليأتوا بخبره فصاروا فلقيهم رجل من الجبارين ، فجعلهم في كسائه ( فحملهم ) حتى أتى بهم المدينة ونادى في قومه ، فاجتمعوا إليه [ فقالوا ] : من أنتم ؟ فقالوا : نحن قوم موسى بَعَثنا إليكم لنأتيه بخبركم . فأعطوهم حبة عنب [ بِوِقْرِ ] الرجل : فقالوا لهم : اذهبوا إلى موسى وقومه فقولوا لهم : اقدُروا قدر قوم هذه فاكهتهم ، فلما أتوهم قالوا لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا ، { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ } وهما رجلان - كانا من أهل المدينة - أسلما واتبعا موسى وهارون فقالا لموسى { ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ ( إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) } الآية . قال الكلبي : كانوا [ بجبال ] أريحا من الأردن فَجُبِنَ القوم أن يدخلوها فأرسلوا جواسيسَهم - من كل سبط رجلاً - يأتوهم بخبر الأرض المقدسة فدخل الإثنا عشر فمكثوا بها [ أربعين ] ليلة ثم خرجوا ، فصدق اثنان وكذب عشرة ، فقالت العشرة : رأينا أرضاً تأكل أهلها ورأينا حصونا منيعة ، ورأينا رجالاً جبابرة ينبغي لرجل منهم مائة منا ، فجبنت بنو إسرائيل وقالوا : لا ندخلها حتى يخرجوا منها ، فقال يوشع بن نون وكالوب وهما الرجلان [ اللذان ] أنعم الله عليهما بالإيمان - : نحن أعلم بالقوم من هؤلاء ، إن القوم قد ( مُلِئوا منّا ) رعباً ، ادخلوا عليهم الباب ، فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ، وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين قالوا : يا موسى أَيُكَذِّبُ منا عشرة ويُصَدِّقُ اثنان ؟ إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها . قال الله عند ذلك : فإنها محرمة عليهم أبداً ، وهم مع ذلك يتيهون في الأرض أربعين سنة . فلم يدخلها أحد ممن كان مع موسى ، هلكوا كلهم في التيه ، إلا الرجلين فإنهما دخلاها ، ودخلها ( مع ) موسى أبناء القوم الهالكين في التيه ، وهذا على [ قراءة ] من قرأ : ( يُخافون ) بالضم . ومعنى / { أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا } أي : بطاعته واتباع نبيه . وقيل : أنعم الله عليهما بالخوف . وقال الضحاك : أنعم الله عليهما بالهدى ، وكانا من مدينة الجبارين .