Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 25-25)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَالَ رَبِّ إِنِّي لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي } الآية . المعنى : قال موسى - عند قولهم له ما حكى عنهم ، ونكولهم عن قتال عدوهم - : ربِّ إِنّي لاَ أَمْلِكُ إِلا نَفْسي ، وَأخي كذلك ، أي : وأخي [ أيضاً لا يملك ] إلا نفسه . ( وقيل : المعنى لا أملك إلا نفسي ، ولا أملك إلا أخي ، فيكون نسقاً على نفسي ) . فالأخ - على القول الأول - في موضع رفع ، عطف على موضع { إِنِّي } ، وعلى الثاني في موضع نصب . ويجوز الرفع في الأخ من وجه آخر : وهو أن يكون معطوفاً على المضمر في { أَمْلِكُ } ، كأنه قال : إني لا أملك أنا وأخي إلا أنفسنا . ويجوز النصب على أن [ يكون ] نسقاً على الياء التي هي اسم ( أنّ ) ، بمعنى قال : إني وأخي لا أملك إلا أنفسنا . ومعنى الآية : أنه خبر من الله عن موسى وما قال عندما قال له قومه . ومعنى { فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا } ( أي فافصل بيننا ) { وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } أي : افصل بيننا بقضاء منك تقضيه فينا وفيهم ، يقال " فرقت بين الشيئين " بمعنى : فصلت بينهما ، قال ابن عباس : اقض بيننا . وقيل : المعنى : اجعل الجنة دارنا ليكون بيننا وبينهم فرق . وأجاز أبو حاتم الوقف على { إِلاَّ نَفْسِي } ، قال : لأن المعنى : وأخي لا يملك إلا نفسه ، وهذا قول مردود ، لأن كل إنسان يملك نفسه فلا فائدة في الكلام على هذا ، ولو كان موسى لا يملك أخاه ، لم يكن في تخصيص ذكره فائدة ، لأنه أيضاً لا يملك قومه ، فهم بمنزلة الأخ على هذا القول . ( وقد أنكر هذا القول ) المبرد وغيره .