Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 31-31)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَاباً } الآية . قرأ الحسن : ( أَعَجِزَتْ ) بكسر الجيم ، وهي لغة شاذة ، إنما يقال : " عَجِزَت المَرْأةُ " : إذا كبِرت عجيزتها . ومعنى الآية : أن القاتل لم يدر ما يصنع به . قال ابن عباس : فمكث يحمل أخاه في خِوان على رقبته سنة ، فبعث الله غرابين ، فرآهما يبحثان . فقال : أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي ؟ . / وقيل : بعث الله غراباً حياً إلى غراب ميت ، فجعل الحي يواري الميت فتعلم منه ابن آدم . وقيل : بعث الله غرابين أخوين فاقتتلا قدّامه ، فقتل أحدهما الآخر ، فأقبل القاتل يواري المقتول فتعلم ابن آدمَ القاتلُ منه ، فوارى أخاه . وقال مجاهد : كان يحمله على عاتقه مائة سنة لا يدري ما يصنع به حتى رأى الغراب يدفن الغراب ، فقال : { يَاوَيْلَتَا } أعجَزت أن { أَكُونَ } أفعل مثل ما فعل هذا ؟ . وهذا كله مَثَلٌ ضربه الله لابن آدم وحرصه في الدنيا . ومعنى { مِنَ ٱلنَّادِمِينَ } أي : من النادمين على قتل أخيه . قال نافع : { مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ } التمام ، وخالفه في ذلك جماعة العلماء باللغة ، وقالوا التمام { مِنَ ٱلنَّادِمِينَ } ، لأن الذي كُتب على بني إسرائيل إنما كان من أجل قتل ابْْنَي آدم : أحدهما الآخر . وإذا وقف على { مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ } ، صار إنما كُتب عليهم لغير علة ، وليس التفسير على ذلك .