Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 34-34)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ } الآية . أي : إلا الذين تابوا من محاربتهم وشركهم والسعي في الأرض بالفساد من قبل أن تملكوهم ، فإن الله يغفر لهم ، أي : يستر عليهم ما تقدم من فعلهم ويرحمهم . وهذه الآية - عند جماعة - إنما في المشركين - وأما الرجل المسلم فليس يحرزُه من الحد إذا قتل أو أفسد الأموال توبته . وقيل : هي للمؤمنين وغيرهم إذا استأمنوا أو تابوا أو أمَّنَهُم الإمام ، فليس لأحد أن يطلبهم بدم ولا بغيره ، قاله السدي وغيره . وقال مالك : لا يطلب بشيء إذا جاء تائباً - المؤمن ولا غيره - إلا أن يكون معه مال يُعرف فيأخذه صاحبه أو تقوم على المسلم بينة بالقتل فيقاد منه ، ولا يتبعه الإمام بشيء من الدماء التي لم يطلبها أولياؤها . وقال الشافعي : تضع توبتُه عنه حقوق الله ولا يَسقط عنه بها حقوقُ بني آدم . وقيل : إنما تضع التوبة الحقوق عمن لحق - في حرابته - بدار الكفر ثم أتى تابئاً ، وأما من لم يلحق بدار الكفر ، فالحقوق كلها لازمة له - تاب أو لم يتب - .