Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 49-49)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ } الآية . هذا معطوف على { ٱلْحَقِّ } [ المائدة : 48 ] أي : وأنزلنا إليك الكتاب بالحق وبأن احكم بينهم . وهذا - عند جماعة - ناسخ للتخيير الذي تقدم في الحكم بينهم ، أمره الله بالحكم بينهم وأن لا يتبع أهواءهم في الأحكام التي قد أحدثوها في القتيل من بني النضير ومن قريظة ، وفي التحميم الذي جعلوه على المحصن من عند أنفسهم ، حذّره منهم أن يفتنوه عن الحكم الذي أنزل الله فيردوه إلى [ حكمهم ] . { فَإِن تَوَلَّوْاْ } أي : أعرضوا عن الاحتكام إليك والرضا بحكمِك ، فاعلم أن ذلك إنما هو من الله ليعجل لهم عقوبة ذنوبهم السالفة في عاجل الدنيا . { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَاسِقُونَ } يريد به اليهود ، إنهم لتاركون العمل بكتاب الله وخارجون من طاعته : ذكر ابن عباس أن بعض علماء اليهود قالوا : امضوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه عن دينه ، فأتوه ، فقالوا : قد علمت أننا علماء يهود وأشرافها ، وإنا إذا اتَّبعْناك [ اتّبَعَنا ] يهود ، فنؤمن بك كلنا ، وبيننا وبين قوم خصومة ، فنحاكمهم إليك ، فتقضي لنا عليهم ، ونؤمن بك ونصدقك . فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : { وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ } الآية . قال ابن زيد : معنى { أَن يَفْتِنُوكَ } : أن يقولوا لك كذا وكذا في التوراة بخلاف ما فيها ، قد بين الله له ما في التوراة ، فقال : { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ } [ المائدة : 45 ] ، يعني : كتب ذلك في التوراة .