Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 59-59)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّآ } الآية . المعنى : قل يا محمد لليهود والنصارى : هل [ تكرهون ] منا وتجدون علينا شيئاً من الأشياء إلا إيماننا بالله وإقرارنا به ، وبما أنزل إلينا ، وبما أنزل من قبل أي : التوراة والإنجيل وجميع الكتب ؟ { وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ } أي : وهل تنقمون منا إلا أن أكثركم فاسقون ؟ ، كأنه : هل تنقمون إلا إيماننا وفسقكم ؟ . ومنع بعض العلماء حمل { وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ } على { تَنقِمُونَ } ، وقال : كيف يجوز " هل تنقمون ( منا ) إلاَّ فسقكم " ، والفسق منهم ، فغير جائز أن ينقموا على غيرهم فسقهم ، قال : وإنما هو مردود على ( بالله ) أي : هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وبأن أكثركم فاسقون . وذكر ابن عباس أن ناساً من يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم [ فسألوه ] عمن يؤمن به من الرسل ، فقال : { آمَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ [ وَعِيسَىٰ ] } ، وما أوتي النبييون من ربهم ، لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون . فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا : " لا نؤمن ( بمن آمن ) به " ، فأنزل الله { قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّآ } الآية .