Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 82-84)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً } الآية . قوله : { قِسِّيسِينَ } هو جمع ( قسِّيس ) مسلماً ، ( و ) تكسيره على ( قساوسة ) ، أُبدل من إحدى السينات واواً . ويقال : ( قَسٌّ ) في معناه ، وجمعه ( قُسُوس ) ، ويقال للنميمة ( قَسَّ ) . ورهبان جمعه رهابنة ورهابين . والمعنى : لتجدن - يا مُحَمَّد - أشد الناس عداوة للذين اتبعوك ، فآمنوا بك { ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } ، وهم عبدة الأوثان ، ولتجدن أقربهم مودة لمن آمن بك ، النصارى . { ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } عن الحق . وهذه الآية والتي بعدها نزلت في نفر من نصارى الحبشة لما سمعوا القرآن أسلموا . " وقيل : إنها نزلت في النجاشي ملك الحبشة وَأَصْحَابٍ له أسلموا " . قال سعيد بن جبير : بعث النجاشي وفداً إلى النبي ، فقرأ عليهم القرآن فأسلموا ، فأنزل الله فيهم هذه الآية ، فرجعوا إلى النجاشي فأخبروه فأسلم . قال ابن عباس : بعث النبي - وهو بمكة ، حين خاف على أصحابه من المشركين - نفراً إلى النجاشي ، منهم : ابن مسعود وجعفر بن أبي طالب ، فبلغ ذلك المشركين ، فبعثوا عمرو بن العاصي في رهط إلى النجاشي يحذرونه من محمد ، فسبق أصحاب المشركين ، فقالوا للنجاشي : خرج فينا رجل سفه عقول قريش وأحلامها وقد بعث إليك رهطاً ليفسدوا عليك قومك ، فأحببنا أن نأتيك بخبرهم ، قال : إن جاءوني نظرت فيما يقولون ( لي ) ، فقدم أصحاب النبي ، فأتوا باب النجاشي ، وقالوا : استأذِنوا لأَولياء الله ، فقال : ائذن لهم ، فمرحباً بأولياء الله . فلما دخلوا عليه ، سلموا ، فقال له الرهط من المشركين : ألا ترى - أيها الملك - لم يحيوك بتحيتك ! فقال لهم : ما منعكم أن تحيوني بتحيتي . فقالوا له : إِنَّا حَيَّيْنَاكَ بتحيةِ أهل الجنة وتحية الملائكة . فقال ( لهم ) : ما يقول صاحبكم في عيسى وأمه ؟ [ قالوا ] : هو عبد الله وكلمة من الله وروح منه ، ألقاها إلى مريم ، ويقول في مريم : إنها العذراء البتول . قال : فأخذ عوداً من الأرض ( وقال ) : " ما زاد عيسى وأمَّه على ما قال صاحبكم قدرَ هذا العود " ، فكره المشركون قوله وتغيرت وجوههم . قال لهم النجاشي : هل تعرضون شيئاً مما أنزل عليكم ؟ قالوا : نعم ، قال : اقرأوا ، فقرأوا ، وهناك قسيسون ورهبان ونصارى ، فعرفت كل ما قرأوا ، وانحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق ، فأنزل الله الآية . وقال الكلبي : كانوا أربعين رجلاً : اثنان وثلاثون من الحبشة وثمانية من رهبان الشام ، فأسلموا حين هاجر إليهم المؤمنون وسمعوا القرآن فعرفوا الحق وانقادوا إليه ، وكانت اليهود أشد عداوة لمن آمنوا برسول الله يومئذٍ بالمدينة ، وكذلك كانت قريش لمن آمن بمكة . وقيل : إن الذي قرأ على النجاشي هو جعفر بن أبي طالب ، قرأ عليه أول سورة مريم . وقال السدي : بعث النجاشي اثني عشر من الحبشة : سبعة " قسيسون وخمسة " رهبان ، ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويسألونه ، فلما لقوه قرأ عليهم ما أنزل الله ، فبكوا وآمنوا ، / وأنزل الله فيهم : { وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىۤ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ [ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّاهِدِينَ ] } ، فرجعوا إلى النجاشي فآمن وهاجر بمن معه ، فمات في الطريق ، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون واستغفروا له . وروى ابن شهاب عن أم سلمة - زوج النبي عليه السلام ، وكانت قد هاجرت إلى أرض الحبشة مع من هاجر من مكة من المسلمين حين آذاهم المشركون - فقالت : لما نزلنا أرض الحبشة ، جاورنا بها خير جار - النجاشي - ، أَمِنَّا على ديننا ، وعَبَدْنا الله عز وجل ، لا نُؤذَى ولا نَسمَع شيئاً نكرهه ، فلما بلغ ذلك قريشاً ، ائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جَلْدَيْنِ ، وأن يهدوا له هدايا مما يستظرف من متاع مكة ، فجمعوا له هدايا ولم يتركوا بطريقاً من بطارقته إلا أهدوا إليه هدية ، ثم بعثوا بذلك عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاصي ، وقالوا لهما : ادفعا إلى كل بطريق ( منهم ) هديته قبل أن تُكَلِّما النجاشي فيهم ، ثم قدما إلى النجاشي هداياه ، ثم سَلاَهُ أن يُسَلِّمَهُم إليكما قبل أن يكلمهم . قالت أم سلمة : فخرجا حتى قدما على النجاشي - ونحن عنده بخير دار عند خير جار - فلم يبق من بطارقته بِطْريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي ، وقالا لكل بطريق : " إنه قد صبأ إلى بلاد الملك مِنّا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاءوا بدين مُبْتَدَع لا نعرفه نحن ولا أنتم ، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومنا لنردهم إليهم ، فإذا كلمنا الملك فيهم ، فأَشِيروا على أن يُسَلِّمَهم إلينا ولا يكلّمهم ، فإن قومهم أعلم بما عابوا عليهم فقالوا لهما : نعم ، ثم إنهما قربا هدية النجاشي فقبلها منهما ، ثم كلّماه فقالا : أيها الملك ، إنه قد صبأ إليك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك ، ابتدعوا ديناً لا نعرفه نحن ولا أَنْتَ ، وقد بَعَثَنا إليك فيهم أشرافُ قومنا من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لنردهم إليهم ، فهم أعلى بهم عيناً ، وأعلم بما عابوا عليهم . فقالت البطارقة من حوله : صدقاً - أيها الملك - ، فأَسْلِمْهُم إليهما . قالت : فغضب النجاشي ( وقال ) : لاها الله اذن ، وَلاَ أُسْلِمُهُم ، ( ولا يكاد قومٌ جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني من سواي ) حتى أدعوهم [ فأسألهم ] فما يقول هذان في أمرهم ، فإن كانوا كما [ يقولان ] ، أسلَمتهم إليهما ورددتُهم إلى قومهم ، وإن كانوا على غَير ذلك ، منعتهم ( منهم ) ، وأحسنت جوارهم ما [ جاوروني ] . قالت أم سلمة : ولم يكن شيء أبغض إلى عبد الله وعمرو بن العاصي من أن يسمع النجاشي كلام المؤمنين ، فدعا النجاشي المؤمنين ، فلما جاءهم رسول النجاشي ، اجتمعوا ، فقال بعضهم لبعض : ما تقولون اذا جئتموه ؟ قالوا : نقول - والله - ما علّمنا نبيُّنا وما أمرنا كائناً في ذلك ما كان . فلما جاءوا - وقد دعا النجاشي أساقِفَته فنشروا مصاحبهم حوله - سألهم فقال : ما هذا الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا ( به ) في ديني ، ولا ( في ) دين أحد من [ هذه ] الملل ؟ ، ( و ) قالت أم سلمة : فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال له : أيها الملك ، كنَّا قوماً ، - أهلَ جاهلية - نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ، نُسيء الجِوار ، ويأكل القويُّ ( الضعيفَ ، فكنا على ذلك ) حتى ( بعث ) الله إلينا رسولاً منّا ، نعرف نسبَه وصِدْقَه وأَمانَتَه وعافيته ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونَخْلَعُ ما كنّا نعبد نحن وآباؤنا / من الحجارة والأوثان ، وأَمَرنا بِصِدْق الحديث وردِّ الأمانة وصِلَة الرحم وحُسنُ الجِوار والكفّ عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش وقولِ الزور وأكل ( مال ) اليتيم ، وقذف المحصنة ، وأَمَرَنا أن نعبدَ الله ولا نشرك به شيئاً ، وأَمَرنَا بالصلاة والزكاة وبالصيام . - قالت أم سلمة : فَعَدَّدَ عليه أمور الإسلام - فصدّقنا وآمنّا به ، واتّبعناهُ على ما جاءنا به من عند الله ، وحرَّمنا ما حرَّم علينا ، وأَحْلَلنا ما أحلَّ لنا ، فَعَدا علينا قومنا فعذَّبونا وفَتنونا عن ديننا ليردّونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله ، وأن نستحلَّ ما كُنّا نستحلُّ من الخبائث فلما قَهَرونا ( وظَلَمونا ) وضَيّقوا علينا ، وحالوا بيننا وبين ديننا ، خرجنا إلى بلادك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا ( أن لا ) نظلم عندك أيها الملك . قالت أم سلمة : فقال النجاشي : هل معك مما جاء به عن الله ( من ) شيء ؟ ، قال له جعفر : نعم ، قال : فَاقْرَأْهُ عليَّ . قالت : فقرأ عليه صدراً من { كۤهيعۤصۤ } [ مريم : 1 ] ، فبكى النجاشي ( وبكى أساقفته حِينَ سمعوا ما تلا عليهم ، ثم قال النجاشي ) : إن هذا والذي جاء به عيسى لَيَخرُج من مِشْكاة واحدة ، انطلقا ، فوالله لا أسْلِمْهم إليكما أبداً ، ثم قال لجعفر ( وأصحابه ) : اذهبوا فأنتم شُيُومٌ بأرضي - والشُّيُومُ في لسانهم : الآمنون - ، من سبَّكُم [ غَرِم ] ، من سبّكم [ غَرِم ] ، قالها ثلاثاً ، ثم قال : رُدُّوا عليهما هداياهما ، فلا حاجة لي بها ، ( فوالله ) ما أخذ [ الله ] ( الرشوة مني ) حين رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي فآخُذُ الرشوة ( فيه ) ، وما أطاع الله الناس فيَّ فأطيعهم فيه . قالت أم سلمة : فخرجا من عنده مقبوحين . ففي النجاشي وأصحابه نزل { وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ [ تَرَىۤ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلْحَقِّ ] } الآيات . قالت عائشة رضي الله عنها في قول النجاشي : " ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي فآخُذَ الرشوَة فيه ، وما أطاع الله الناس فيّ فأطيع الناس فيه " ، قالت : إن أباه كان ملك قومه ، ولم يكن له ولد غيره ، وكان للنجاشي عم ، له من صلبه اثنا عشر ولداً ، فقالت الحبشة بينهم : لو قتلنا أبا النجاشي ، وملَّكْنا أخاه ، فإنه لا ولد له غير هذا الغلام ، وإن لأخيه من صلبه [ اثني ] عَشَرَ ولداً ، فيتوارثوا الملك من بعده وتبقى الحبشة بعده دهراً . فغَدوا على أبي النجاشي فقتلوه ، وملّكوا أخاه ، فمكثوا على ذلك حينا . ونشأ النجاشي مع عمه ، وكان لبيباً حازماً من الرجال ، فَغَلَبَ عَلَى أَمْرِ عَمِّه ( ونزل ) منه بكل منزلة ، فلما رأت الحبشة مكَانَه من عمِّه قالت بينهم : والله لقد غَلَب هذا الفتى على أمر عمّه ، وإنا لنتخوف أن يُمَلِّكه علينا ، وَإِنْ مَلَّكَه ( علينا ) ليقتلنا أجمعين ، لقد عَرَفَ أنَّا نحْن قتلنا أباه . فَمَشَوا إلى عمه فقالوا : إمّا أن تقتل هذا الفتى ، وإما أن تُخرجه من بين أظهرنا ، فإنا قد خِفْنا على أنفسنا . فقال : ويلكم ، قَتلتُم أباهُ بالأمس وأقتُلهُ اليومَ ؟ بل أُخرجُه من بلادكم ، فخرجوا به إلى السوق فباعوه [ من رجل ] من التجّار بست مائة درهم ، فقذفه في سفينة وانطلق به حتى [ إذا ] [ العشيّ ] من ذلك اليوم ، هاجت سحابة من سحائب الخريف فخرج عمّه يستمطر تحتها ، فأصابته صاعقة ، فقتلته ففزعت الحبشة إلى ولده فإذا هم حمق ، ليس في واحد منهم خير ، فمرج على الحبشة أمرُها ، فلما ضاق عليهم أمرهم ، قال بعضهم لبعض ، تَعْلَموا - والله - أن مَلِككم - الذي لا يقيم أمركم غيرُه - الذي بعتم ، فإن كان لكم بأمر الحبشة حاجة فأدركوه . قالت : / فخرجوا في طلبه وطلب الرجل الذي باعوه منه حتى أدركوه ، فأخذوه منه وجاءوا به ، وعقدوا عليه التاج ، وأقعدوه على سرير الملك ، فملَّكوه أنفسهم ، فجاءهم التاجر الذين كانوا باعوه منه ، فقال : إما أن تعطوني مالي ، وإما أن أكلمه في ذلك ؟ فقالوا : لا نعطيك شيئاً ، قال : إذن والله أكلمه . قالوا : فدونك . قالت : فجاءه التاجر ، فجلس بين يديه ، فقال : أيها الملك ، ابتعتُ غلاماً من قوم بالسوق بست مائة درهم فأسلموا إليّ غلامي ( وأخذوا دراهمي حتى إذا سِرْت ، خرجت بغلامي ، أدركوني فأخذوا غلامي مني ومنعوني دراهمي . فقال لهم النجاشي : لتُعْطُنَّه دراهمه ، أو ليضعن غلامه ) يده في يده ، فليذهبن به حيث شاء . قالوا : [ بل ] نعطيه دراهمه . قال : فلذلك قال : ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي ، فآخذ الرشوة فيه ، وما أطاع الناس فيّ فأطيع الناس فيه . قالت : وكان ذلك أول ما خبر من صلابته في دينه ، وعدله في حكمه . وقالت عائشة رضي الله عنها : لما مات النجاشي ، كان يُتَحَدَّثُ أنه لا يزال نور يرى على قبره . وقال ابن جبير : هم سبعون رجلاً وجَّهَ بهم النجاشي ، وكانوا ذوي فقه وسنن ، فقرأ عليهم النبي { يسۤ } [ يس : 1 ] ، فبكوا ، وقالوا : { رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّاهِدِينَ } وفيهم نزل : { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ } [ القصص : 52 ] إلى قوله { يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ } [ القصص : 54 ] إلى آخر الآية . وقال قتادة : هم ناس كانوا على الحق من شريعة عيسى ، ثم آمنوا بالنبي عليه السلام . والرهبان يكون واحداً وجمعاً ، وإذا كان جمعاً فواحده : " راهب " ، وإذا كان واحداً فهو كقربان ، وجمعه : رهابين ، مثل قرابين . ثم نعتهم تعالى ذكره في الآية الأخرى فقال : { وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىۤ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ [ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلْحَقِّ ] } يعني الرهبان والقسيسين الذين أتوا من عند النجاشي ، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم { يسۤ } [ يس : 1 ] ففاضت أعينهم لما سمعوا الحق وعرفوه . ومعنى : { فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّاهِدِينَ } : قال ابن عباس : مع محمد وأمته ، لأنهم شهدوا أنه قد بلغ ، وأن الرسل كما قال : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } [ البقرة : 143 ] . ثم ذكر تعالى قولهم أنهم قالوا : { وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْحَقِّ } [ الآية ] وهو النبي والقرآن . { وَنَطْمَعُ } أي : ونحن نطمع ، { أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلصَّالِحِينَ } أي : المؤمنين المطيعين .