Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 93-93)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَيْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } الآية . المعنى : في قول ابن عباس وغيره - : أن المؤمنين قالوا لما نزل تحريم الخمر : ( يا رسول ) الله ، فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر ؟ ، فنزلت : { لَيْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوۤاْ } الآية . { إِذَا مَا ٱتَّقَواْ } أي : اتقى اللهَ الأحياء منهم في اجتناب ما حرم عليهم ، { وَآمَنُواْ } أي : وصدقوا الله ورسوله فيما أمرهم به ، { وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } أي : واكتسبوا من الأعمال ما يرضاه الله ، / { ثُمَّ اتَّقَواْ وَآمَنُواْ } أي : " وَ " اتقوا محارمه وصدقوا فثبتوا على ذلك ، { ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ } أي : اتقوا الله ، فدعاهم تقواهم إلى الإحسان ، وهو العمل بما ( لم ) يفرض عليهم : من الخير والنوافل . فالاتقاء الأول : اتقاء تلقي أمر الله وقبوله ، والثاني : الاتقاء بالثبات على الاتقاء الأول وترك التبديل ، والاتقاء الثالث : الاتقاء بالإحسان والتقرب بالنوافل . فهذه الآية نزلت - في قول الجميع - فيمن مات منهم وهو يشربها ، أُعلِموا أنه لا جناح عليهم . وقال جابر بن عبد الله : صبح ناس غداة أُحد الخمر فقتلوا من يومهم جميعاً شهداء ، وذلك قبل تحريمها ، يريد : فنزلت الآية فيهم . وقيل : نزلت فيما أكلوا من الحرام بالميسر و ( ما شربوا ) من الخمر فأُعلِموا أنه لا جناح عليهم في ذلك إذا ما اتقوا فيما يستقبلون . وقيل : معنى { إِذَا مَا ٱتَّقَواْ وَآمَنُواْ } أي : اتقوا شرب الخمر ، وآمنوا بتحريمها " { ثُمَّ ( اتَّقَواْ وَآمَنُواْ ) } أي : اتقوا الكبائر وازدادوا إيماناً ، " { ثُمَّ اتَّقَواْ } " أي : اتقوا الصغائر ، { وَّأَحْسَنُواْ } بالنوافل . وقيل : { إِذَا مَا ٱتَّقَواْ } الكفر ، { ثُمَّ اتَّقَواْ } الكبائر ، { ثُمَّ اتَّقَواْ } الصغائر . وقيل : [ معنى هذا : { إِذَا مَا ٱتَّقَواْ } فيما مضى : على إضمار " كان " مع " إذا " ، { ثُمَّ اتَّقَواْ } في الحال التي هم فيها ، { ثُمَّ اتَّقَواْ } فيما يستقبلون . ( وقيل : { … } { إِذَا مَا ٱتَّقَواْ } : في الحال التي هم فيها [ { ثُمَّ اتَّقَواْ } فيما يستقبلون ] { ثُمَّ اتَّقَواْ } أي : ماتوا على ذلك وهم محسنون .