Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 119-119)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } الآية . المعنى : وأي شيء لكم في ترك أكل ما ذكر اسم الله عليه ، وقد فصل لكم الحرام من الحلال ؟ وقرأ عطية العَوْفي ( وَقَدْ فَصَلَ ) بالتخفيف ، على معنى : ( أبان لكم ) ، { إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } يريد لحم الميتة للمُضطَّر . ثم قال : { وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ } من فتح الياء أضاف الضلال إليهم في أنفسهم ، وتصديقه قوله { هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ } [ النحل : 125 ، النجم : 30 ، القلم : 7 ] و { قَدْ ضَلُّواْ } [ النساء : 167 ، المائدة : 77 ، الأنعام : 140 ، الأعراف : 149 ] و { هُمُ ٱلضَّآلُّونَ } [ آل عمران : 90 ] . وحجة من ضم أنه أبلغ ، لأنَّ كلُّ من أضلَّ غيره فهو ضَالْْ ، وليس كل من ضلَّ أضلَّ غَيْرَهُ ، فالضم أبلغ في الإخبار عنهم . وحجَّته أيضاً ، أنَّهم قد وصفوا قبل بالكفر الذي هو الضَّلال ، فلا معنى لوصفهم بذلك ، فوجب وَصْفُهم بأنَّهم مع ضلالتهم يُضِلُّون غيرهم . وكذلك الحجة فيما كان مثله مثل { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } [ لقمان : 6 ] ، الضم أبلغ لأنَّ شراء لهو الحديث ضلال ، ( فوصفه بفائدة ) أخرى أولى من وصفه بما قد دَلَّ عليه الكلام الاول . فالإضلال - هنا - أمكن من الضلال . وقد أجمع الجميع / على قوله : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ } [ الأنعام : 144 ] أنه بالضم ، وعلى { فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } [ الأحزاب : 67 ] . قوله : { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ ( بِٱلْمُعْتَدِينَ ) } أي : بمَنْ اعتدى حدوده فتجاوزها .