Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 137-137)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَكَذٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَٰدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ } الآية . روي عن ابن عامر ( زُيِّنَ ) بالضم ، ( قَتْلُ ) بالرفع : اسم ما لم يسم فاعله ، ( أوْلادِهِم ) بالخفض على الإضافة ، ( شركاؤُهم ) بالرفع على إضمار فعل دل عليه ( زُيِّنَ ) ، كأنه قيل : زَيَّنَهُ شركاؤهم ، وحكى النحويون أنه يجوز : " ضُرِبَ زَيْدٌ عَمْرُو " ، كأنه قيل : " ضَرَبَهُ عَمْرُو " ، كما قال ( الشاعر ) : @ لِيُبْكَ يَزِيدُ ضارعٌ لخُصومةٍ . @@ كأنه قال : يبكيه ضارع . وروى أبو عبيد عن ابن عامر ( زُيّنَ ) بالضم مثل الأول ، ( قَتْلُ ) بالرفع ، ( أولادَهم ) بالنصب ، ( شركائِهم ) بالخفض على التفريق بين المضاف والمضاف اليه ، وهو بعيد في الكلام ، وبذلك قرأنا لابن عامر ، وهي رواية الشاميين عنه ، وإنما يجوز في ( الظرف وحروف ) الخفض . وقد روي بيت يجوز ذلك فيه وهو : @ فَزَجَجْتُها مُتَمَكّناً زَجَّ القَلوصَ أبي مَزادَه وهو بعيد . @@ وقد روي عن ابن عامر أيضاً مثل القراءة الأولى ، إلا أنه خفض الشركاء مع خفض " الأولاد " ، فهذا يجوز على أن تبدل " الشركاء " من " الأولاد " ، لأن الأولاد شركاؤهم في النسب والميراث . وأما قراءة الجماعة بفتح الزاي ، ونصب ( قَتْلَ ) ، وخفض " الأولاد " ، ورفع " الشركاء " فهو ظاهر الكلام ووجهه . ومعنى الآية : ( و ) كما زين لهؤلاء أن جعلوا لله نصيباً ، ولآلهتهم نصيباً ، فحكموا فيه بما لا يجب ، كذلك زين لكثير من المشركين قتلهم : أن قتلوا أولادهم خيفة العَيْلَةٍ ، وهو وَأد البنات { لِيُرْدُوهُمْ } أي : ليهلكوهم ، / { وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ } أي : فعلوا ذلك ( بهم ) ليخلطوا عليهم دينهم ) فيضلوا ، { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُ } : أي : لوفقهم إلى الصواب ، ولكن خذلهم فقتلوا أولادهم وأطاعوا الشياطين . ولم يضطرهم إلى ذلك ، إنما خَذَلَهُم وحَالَ بينهم وبين التوفيق . قوله : { فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } هذا تهدد وتوعد من الله لهم ، أي : ذرهم - يا محمد - وما يكذبون ، فإني لهم بالمرصاد .