Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 151-151)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } الآية . ( ألا تشركوا ) : ( أن ) في موضع نصب على البدل من ( ما ) . وقيل : هي في موضع نصب على معنى : " كراهة ألا تشركوا " ، ويكون - على ذلك - المتلو عليهم غير الإشراك . ويجوز أن تكون في موضع رفع على معنى : " هو ( أَنْ لاَ ) تشركوا " فيكون متلواً كالقول الأول ، و { تُشْرِكُواْ } في موضع جزم على أَنْ ( لا ) للنهي ، وهو اختيار الفراء ، قال : لأن بعده : " ولا تفعلوا كذا " . وإن شئت جعلت { أَلاَّ تُشْرِكُواْ } خبراً في موضع نصب ، كما تقول : " أمرتك ألا تذهب إلى زيد " ، و " ألا تذهب " بالجزم والنصب . ولك أن تجعل { أَلاَّ تُشْرِكُواْ } نصباً ، وما عطفته عليه جزماً على النهي . قوله : { مَا ظَهَرَ } : { مَا } في موضع نصب بدل من { ٱلْفَوَاحِشَ } . قوله : { ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ } : " ذلك " في موضع رفع على معنى : الأَمْرُ ذلكم . ويجوز أن يكون في موضع نصب على معنى : بَيَّنَ ذلكم . ومعنى الآية : { قُلْ } يا محمد لهؤلاء المحرمين ما لم يحرمه الله عليهم : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } حقاً يقيناً ( ووحياً ) أوحي إلي ، ( وتنزيلاً ) أنزله علي : { أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } أي : وأوصى بالوالدين إحساناً ، { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ } أي : خشية الفقر ، فإنَّ الله هو رازقكم وإيَّاهم ، وعنى بالأولاد هنا : الموؤدة التي زين قتلها للمشركين شركاؤهم ، والإملاق : ( مصدر " أملق ) الرجل من ( الزاد ) " إذا فني زاده وافتقر ، { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } أي : الظاهر منها والباطن . والظاهر : هو ما كان من الزنى الظاهر ، والباطن : هو ما كان منه في خفاء ، قاله السدِّي وغيره . وقيل : هو كل منهي عنه وكل محرم ( و ) لا يأتونه ظاهراً ولا باطناً . وقيل : إنَّهم كانوا يستقبحون الزنى ( الظاهر ) ولا يرون بأساً بالبالطن ، فنهوا عن الظاهر والباطن ، قاله الضَحَّاك . وقيل : الظاهر : الجمع بين الأختين وتزويج الرجل امرأة أبيه بعده ، والباطن : الزنى : قاله ابن عباس . وقال ابن جبير : { مَا ظَهَرَ } : نكاح الأمهات ، { وَمَا بَطَنَ } : الزنى . قوله : { وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } أي : بنفس مؤمنةٍ أو مُعَاهَدَةٍ أو يزني وهو محصن ، أو يرتد عن دينه الحق ولا يعود ، { ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ } أي : هذا الذي وصاكم به وإيانا ، { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي تعقلون ما وصاكم به . { عَلَيْكُمْ } تمام إن جعلت ( أَنْ ) رفعاً .