Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 158-158)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ( أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ ) } الآية . ( والمعنى ) : هل ينظر هؤلاء المشركون { إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } ، يعني عند الموت ، تقبض أرواحهم ، { أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ } أي : لفصل القضاء بين خلقه في موقف القيامة ، { أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ } وذلك طلوع الشمس من مغربها ، قاله مجاهد . ثم قال تعالى : { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا } أي : إذا طلعت ( الشمس ) من مغربها ، لم ينفع الكافر إيمانه . روى أبو هريرة أن النبي عليه السلام قال : " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها " ، فذلك حين { لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً } . وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن باب التوبة مفتوح قبل المغرب عرضُهُ مسيرة سبعين عاما ، لا يزال مفتوحاً حتى تطلع من قبله الشمس " ، ثم قرأ الآية . قال عبد الله بن عمر : يمكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة . قال النبي عليه السلام : " وآية تلكم الليلة أن تطول كقدر ثلاث ليال " وقال ابن مسعود : بقي من الآيات أربع : " طلوع الشمس من مغربها ، ودابة الأرض ، والدجال ، وخروج يأجوج ومأجوج ، والآية التي تختم بها الأعمال طلوع الشمس من مغربها " . المعنى : { أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً } أي ( و ) عملت في تصديقها بالله عملاً صالحاً ، فمن عمل - قبل الآية - خيراً قُبِل منه ما يعمله بعد الآية ، ومن لم يعمل - قبل الآية - خيراً لم يُقْبَل منه ما يعمله بعد الآية . ثم قال تعالى : { قُلِ ٱنتَظِرُوۤاْ } أي : قل يا محمد لهؤلاء المشركين : انتظروا إتيان الملائكة لقبض أرواحكم ، أو يأتي ربكم لفصل القضاء بينكم ، أو يأتي بعض آيات ربكم ، أي : التي ( أنا ) منتظر لذلك معكم .