Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 19-19)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً } الآية . { أَيُّ } اسم مبهم معرب ، وإنما أُعرِب دون سائر المبهمات لعلتين : - إحداهما : أنه قد أُلزم الإضافة فخالف سائر المبهمات ، والمضاف إليه يَحل محل التنوين فيه ، إذ لزمه ما هو عِوضٌ من التنوين ، وإذا قدر التنوين فيه وجب إعرابه ، لأن التنوين علامة للأمكن ، والأمكنُ لا يكون إلا معرباً . - والوجه الآخر : أنه مخالف لسائر المبهمات ، لأنه يدل على البعض المعيّن ، فإذا قلت : " أيُّ الرجليْن أتاك " ؟ ، فالذي تسأل عنه داخل في " الرجلين " ، وليس ذلك في " ما " و " من " . ومعنى الآية : قل يا محمد لهؤلاء الذين جحدوا نبوتك : أي : شيء أعظم شهادة ؟ ، ثم أخبرهم بأن الله أعظم شهادة ممن يجوز عليه السهو والغلط والكذب والخطأ من خلقه . وقيل : المعنى : سلهم يا محمد : أي : شيء أكبر شهادة حتى أستشهد به عليكم ؟ . ( و ) قال الكلبي : قال المشركون - من أهل مكة - للنبي : من يعلم أنك رسول الله فيشهد لك ، فأنزل الله { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } أني رسوله ، { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ } . والله - جل ذكره - شيء بهذه الآية ، لكنه شيء لا كالأشياء { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [ الشورى : 11 ] . وقوله : { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ } ( أي وقل لهم : أوحي إلي هذا القرآن ) لأنذركم به عقاب الله ، { وَمَن بَلَغَ } : ( أي ) وأنذر به من بلغه ذلك بعدي . قال محمد بن كعب القرطبي : من بلغته آية فكأنما رأى الرسول . قال ابن عباس : " من بلغه هذا القرآن فهو له نذير " . فـ { من } في موضع نصب . وقيل : المعنى في { وَمَن بَلَغَ } : أي : وأنذر من بلغ الحلم ، لأن من لم يبلغ الحلم ، فليس بمخاطب ولا متَعَبد . والقول الأول : " إن معناه : ومن بلغه القرآن " ، وهو أولى . وقال مجاهد { وَمَن بَلَغَ } أي : من أسلم . وقيل معناه : { لأُنذِرَكُمْ بِهِ } أيها العرب { وَمَن بَلَغَ } أي : العجم ، كقوله : { بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ } [ الجمعة : 2 ] يعني العرب ، ثم قال : { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ } [ الجمعة : 3 ] أي : من الذين أرسل إليهم ، يعني العجم . ( و ) قوله : { أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَىٰ } : هذا على التوبيخ لهم . ثم قال لنبيه : قل يا محمد لا أشهد بما تشهدون ، إنما هو إله واحد ، وإنني بريء من إشراككم بربكم . ( و ) روى ابن عباس " أن طائفة من اليهود قالوا للنبي : يا محمد ، ما نعلم مع الله إلهاً غيره ! ، فقال رسول الله : لا إله إلا الله ، بذلك بُعثت وإلى ذلك أدعو " ، فأنزل الله : { قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } إلى قوله : { فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } . ووقف نافع : { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً } . والتمام عند الجماعة { وَمَن بَلَغَ } .