Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 23-23)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } الآية . قرأ ابن مسعود وأبي ( وما كان فتنتهُم ) بالرفع . ومن ( قرأ ) تكن بالتاء ، ونصب " الفتنة " ، فإنما أنَّث ، لأن " القول " هو " الفتنة " ، فأنث على المعنى ، وهو مذهب سيبويه . وقيل : إنما أنت ، لأن { إِلاَّ أَن قَالُواْ } بمنزلة " مقالتهم " فأنث على ذلك . و ( قد قرئ ) برفع " الفتنة " ، والياء في ( يكن ) على المعنى ، لأن " الفتنة بمعنى " الفتون " . ومعنى { فِتْنَتُهُمْ } : مقالتهم . وقيل : معذرتهم إلا أن أقسموا بالله ربهم إنهم لم يكونوا مشركين . ومعناه عند أبي إسحاق أن المشركين افتتنوا بشركهم في الدنيا ، فأخبر الله عنهم أن فتنتهم التي كانت في الدنيا عادت انتفاء من الشرك ، وهذا مِثْل إنسان يرى ( محبّاً له ) في هَلكة فيتبرأ منه ، فيقال له : صارت محبتك ( تبرؤا ) . واختار الطبري قراءة النصب في ( ربَّنا ) ، لأنه جواب من المشركين الذين قيل لهم : { أَيْنَ شُرَكَآؤُكُم } [ الأنعام : 22 ] ؟ ، فنفوا عن أنفسهم أن يكونوا فعلوا ذلك وادعوه أنه ربهم كان فنادوه ، ولذلك قال لمحمد : { ٱنظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } [ الأنعام : 24 ] . وإنما قصدوا إلى نفي الشرك عن أنفسهم دون سائر الذنوب والكبائر ، لأنهم رأوا أن كل شيء يغفرُهُ الله إن شاء إلا الشرك ، فنفوه عن أنفسهم رجاء أن يغفر لهم ما ارتكبوا دون الشرك ، ودل على ذلك قوله { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ } [ النساء : 48 ] ( فدل هذا ) على أن ما دون الشرك مغفور إن شاء الله ، ذلك : إما بتوبة وإقلاع ، وإما بفضل من الله ورحمة .