Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 35-35)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ } الآية . المعنى : وإن كان يا محمد عظُم عليك إعراض هؤلاء المشركين عنك وعن تصديقك ، فلم تصبر ، فعظم عليك أن يعرضوا إذ سألوا أن تنزل عليهم ملكاً ، { فَإِن ٱسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي ٱلأَرْضِ } أي : سرباً فتذهب فيه ، { أَوْ سُلَّماً فِي ٱلسَّمَآءِ } تصعد فيه ، - ( في ) بمعنى " إلى " - ، { فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ } ، فافعل . ( و ) السلم : المصعد هو مشتق من السلامة ، كأنه يسلمك إلى الموضع الذي تريد . وجواب الشرط هنا محذوف ، المعنى فافعل ذلك . قوله : { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ } . أي على كلمة الحق ، لفعل ، ولكنه لم يفعل لسابق علمه أنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، فليس الاهتداء بفعل للعبد ، بل هو لله ، يوفق من يشاء ويخذل من يشاء . { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَٰهِلِينَ } أي : ممن لا يعلم أن الله لو شاء لجمع على الهدى جميع خلقه ، وهذا يدل على رد ( قول ) من زعم أنْ ليس عند الله لطف يوفق به الكافر حتى يؤمن . وقيل : معنى الخطاب لأمة محمد ، والمعنى : فلا تكونوا من الجاهلين . ومثله في القرآن كثير .