Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 6-6)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ } الآية . والمعنى : ألم ير هؤلاء المكذبون بمحمد ، كم أهلكنا من قبلهم من القرون ، وهي الأمم الخالية ، مُكّنوا في الأرض ما لم يمكن لهؤلاء ، وأرسلت السماء عليهم مدراراً ، وفجرت العيون من تحتهم . ومعنى مدراراً ( أي ) ( غزيراً دائمة ) ، فأعطت الأرض ثمارها ، فعصوا ، فأهلكوا بعصيانهم . وهذا وعظ وتخويف من الله لمن كذب بمحمد ألا يصيبهم ما أصاب من هو أقوى منهم وأمكن في البلاد منهم وأطغى منهم . والقرن : ستون عاماً . وقيل : سبعون . وقيل : ثمانون . وقيل : مائة . وقيل : القرن كل عالم في عصر ، وهو مأخوذ من الاقتران ، لأن بعضهم مقترن ببعض ، فهذا يدل على أنه العصر . قوله : { وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً - آخَرِينَ } : أي : أحدثنا ، ومعنى الخطاب في الآية في قوله : { لَّكُمْ } - وقد تقدم ذكر الغيبة في قوله : { أَلَمْ يَرَوْاْ } - أن العرب إذا أخبرت خبراً عن غائب - فأدخلت فيه قوماً - وجهت الخبر أحياناً إلى الغائب وأحياناً إلى المخاطب ، فيقولون : قلت لعبد الله : " ما أكرمه " ، وإن شئت : " ما أكرمك " ، وهو مثل : { حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي ٱلْفُلْكِ } الآية .