Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 73-73)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
/ قوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } الآية . المعنى : والله - الذي أمرتم أن تسلموا له - هو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ، وهو رب العالمين . ومعنى { بِٱلْحَقِّ } : أي : حقاً وصواباً ، لا باطلاً . وقيل : المعنى : خلق السماوات والأرض بكلامه وقوله لهما : { ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً } [ فصلت : 11 ] ، فالحق هنا : كلامه ودليله . ( قوله ) : { قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ } الآية . ( فـ ( الحق ) ) : كلامه ، خلق به ( الأشياء المخلوقة ) ، وما خلق به الأشياء فهو غير مخلوق . وقيل : المعنى : خلقهن ( للحق ) ، يعني المعاد . و { قَوْلُهُ } مرفوع ( بـ ( يكون ) ) ، و ( الحق ) : نعته . وقيل : المعنى : فيكون ما أراد . و { قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ } : ابتداء وخبر . وقال الفراء : المعنى : ويوم يقول للصور : كن ، فيكون ، و ( قولُه ) : ابتداء و ( الحق ) خبره . و { ٱلصُّورِ } عند أبي عبيد : جمع صورة . وقيل : هو القرن الذي ينفخ فيه . وقوله : { يَوْمَ يُنفَخُ } بدل من { يَوْمَ يَقُولُ } . وقيل : العامل فيه : { ٱلْحَقُّ } . وقيل : العامل فيه { وَلَهُ ٱلْمُلْكُ } ، لأنه يوم لا منازع له في الملك ، فلذلك خصه بالذكر ، وأن كان هو المالك في كل الأحيان ، وهو مثل : { مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ } [ الفاتحة : 4 ] . { عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ } : رفع على النعت لـ { ٱلَّذِي } في قوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ } . وقيل : { وَهُوَ } رفع على إضمار مبتدأ . وقيل : هو رفع بالمعنى ، والتقدير : ينفخ فيه عالم { ٱلْغَيْبِ } . والنفخ في الصور نفختان : واحدة لفناء من كان حياً على الأرض ، والثانية لنشر كل ميت ، وبذلك أتى القرآن . وقد تظاهرت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أن إسرافيل قد الْتَقَم الصور ( وحَنَى ) جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ ، وأنه قال : الصور قرن ينفخ فيه " . قال قتادة : ينفخ فيه من الصخرة من بيت المقدس . والصور قرن فيه أرواح الخلق فينفخ فيه ، فيذهب كل روح إلى جسده فيدخل فيه . وروي عن ابن عباس : " أن عالم الغيب والشهادة هو الذي ينفخ في الصور " وتكون الآية بمنزلة قول الشاعر : @ ليبك يزيد ضارع لخصومه @@ ومعنى { عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ } أي : يعلم ما يغيب عنكم ، { وَٱلشَّهَٰدَةِ } أي : يعلم أيضاً ما تشاهدون ، { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } في تدبيره ، { ٱلْخَبِيرُ } بأعمالكم . وقوله : { بِٱلْحَقِّ } : وَقْف إن نصبت { وَ } يوم على معنى : واذكر ، و { كُن } : تمام ، ( و ) { فَيَكُونُ } تمام إن رفعت { قَوْلُهُ } بالابتداء ، وجعلت { فَيَكُونُ } للصور ، أو على معنى : فيكون ما أراد ، و { قَوْلُهُ ٱلْحَقُّ } : تمام حسن إن جعلت { يَوْمَ يُنفَخُ } نصب بقوله : { وَلَهُ ٱلْمُلْكُ } . ( ويقف على { وَلَهُ ٱلْمُلْكُ } ) إن نصبت { يَوْمَ يُنفَخُ } ، بمعنى : واذكر . و { فِي ٱلصُّورِ } وقفٌ إن جعلت { عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ } على معنى { هُوَ } فإن جعلته نعتاً لـ { ٱلَّذِي } - أو على إضمار فعلٍ يدل عليه { يُنفَخُ } - ، لم تقف على { ٱلصُّورِ } . وقد قرأ الحسن { عَٰلِمُ } بالخفض على البدل من الهاء في قوله { وَلَهُ } .