Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 90-90)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ } الآية . المعنى : أن { أُوْلَـٰئِكَ } إشارة الى من تقدم ذكره من النبيين ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بهداهم ، ويسلك طريقهم ، والاقتداء : الاتباع . والمراد : اتّباعهم على ما كانوا عليه من الإسلام والتوحيد ، لا ما كانوا عليه من الشرائع ، لأن شرائعهم كانت مختلفة ، وغير جائز أن يؤمر النبي باتباع " شرائع " مختلفة ، ولا يمكن ذلك ، لأن ما حرم " عليهم " في شريعة نبي ، أُحِلَّ في شريعة نبي آخر ، فكيف يَقْدِر النبي صلى الله عليه وسلم على اتباع ذلك ؟ ، والعمل بالشيء وضده - في حال هذا - لا يمكن ودليل ذلك قوله تعالى : { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً } [ المائدة : 48 ] فهذا هو الصحيح ، ليست الآية في الاقتداء بشرائعهم لاختلافها ، إنما الآية في الاقتداء بهم فيما لم يختلفوا فيه ، وهو التوحيد ودين الإسلام . وأما الشرائع فقد اختلفوا فيها بأمر الله " لهم " بذلك وفَرضِه على كل واحد ما شاء . وأكثر النحويين " على " تلحين " من كسر الهاء من { ٱقْتَدِهْ } وهي قراءة ابن عامر ، إلا ما قال أحمد بن محمد بن عرفة : إنه يجوز أن تكسر على التشبيه بهاء الإضمار ، كما جاز إسكان هاء الإضمار على التشبيه بهاء السكت . وقال بعض النحويين : من كسر الهاء ، يجوز أن تكون الهاء لغير السكت ، وأن تكون للمصدر ، كأنه : " فبهداهم ( اقتد الاقتداء ) " ، " قال " : ويجوز أن تكون كناية عن الهدى ، والمعنى : فبهداهم اقتد " هداهم " ، على التكرير للتأكيد . والوقف على هذه الهاء أسلم ، وهو الاختيار عند أكثر النحويين ، لأنه تمام ، ولأنه إنما جيء بها للوقف . ثم قال تعالى : { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً } أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين : لا أسألكم على تذكيري إياكم أجراً " ولا " عوضاً ، إن القرآن الذي جئتكم به { إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ } .