Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 9-9)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ } قوله ( تعالى ) : { وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً } الآية . المعنى : لو جعلنا الرسول إليهم ملكاً لجعلناهُ في صورة رجل ، لأنهم لا يستطيعون مخاطبة الملك على هيئته ، ولا يرونه . قال ابن عباس : معنى { لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ } أي : لو رأوه لماتوا من صورته ، ولا يخاطبهم إلا مَن هو في صورة الآدمي ، فإذا كان رجلاً كان ذلك أكثر لبساً عليهم فيقولون : هو ساحر كذاب . قال أبو إسحاق : كانوا يقولون لضعفتهم : إنما محمد بشر ، لا فرق بينكم وبينه ، فيلبسون عليهم بهذا ، فأعلم الله نبيه أنه لو أنزل ملكاً لأنزله في صورة رجل ، إذ كانوا لا يقدرون على رؤية الملك في صورته كما سألوا ، ولكان يقع عليهم من الّلبس ما وقع عليهم في محمد . يقال : " لَبَسْتُ الأَمرَ " : ( أي ) أشكلته وشبهته ، أي : أدخلت فيه الشبه . ومُخرج قوله : { وَلَلَبَسْنَا } مُخرج قوله : { يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ } [ البقرة : 15 ] لأنه مجازاة لفعلهم ، فسمي باسمه ، وليس به .