Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 60, Ayat: 1-1)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ } الآية . أي : يأيها الذين صدقوا محمداً وما جاء به لا توالوا المشركين ولا تناصحوهم ولا تودوهم ، يعني أهل مكة ( وهم من ) كفروا بما جاءكم من الحق ، يعني القرآن . { يُخْرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ } يعني : من مكة من أجل إن آمنتم بالله ربكم . { إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِي } أي : إن كنتم على صحة ويقين اعتقاد أنكم خرجتم جهاداً مجاهدين في الله عز وجل ، وابتغاء مرضاته سبحانه فلا تودوا المشركين وتناصحوهم وتسرون إليهم بالمودة . { وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ } أي : بسركم وعلانيتكم في مناصحتكم وصحبتكم لهم وغير ذلك . { وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } أي : ومن يودهم وينصحهم فقد جار عن قصد الطريق المستقيم . والباء في " بِالمَوَدَّةِ " زائدة عند الفراء ، وهي متعلقة بالمصدر عند البصريين . ويروى أن هذه الآية [ نزلت ] في شأن حاطب بن أبي بلتعة كان قد كتب إلى مشركي مكة يطلعهم على أمر النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه إليهم . قال علي رضي الله عنه : " بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها ، قال فانطلقنا نتعادى حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب ، قالت ما معي كتاب ، فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب ، وقال علي لها : والله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا حاطب ما هذا ؟ فقال : يا رسول الله لا تعجل علي أني كنت أمراً ملحقاً إلى قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم ، فأحببتُ إِذا فاتني ذلك النسب أن أتخذ عندهم يداً يحمونني بها في قرابتي ولم أرد ارتداداً عن ديني ولا رضى بالكفر بعد الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنه قد صدقكم ، فقال عمر ، دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق . فقال : أما أنه شهد بدراً ، فقال اعملُوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، قال سفيان : فنزلت هذه الآية : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ } إلى قوله : { سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } " . ومعنى : { وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ } أي : في المستقبل ، وقد ذكر معنى هذا الحديث عروة بن الزبير وابن عباس وقتادة ومجاهد ( أن مجاهداً قال : نزلت ) في ابن بلتعة وقوم معه كتبوا إلى أهل مكة يحذرونهم . ويروى : أنه كان في كتابه / إلى أهل مكة أن [ رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوكم مثل الليل والسيل وأقسم بالله ] لو غزاكم وحده لنصره الله عليكم فكيف وهو في جمع كثير . ويروى : " أنه خاطب أهل مكة يخبرهم بقصد النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما حملك على هذا ، فقال : والله يا رسول الله ما نافقت منذ أسلمت ، ولكن لي بمكة أهل مستضعفون ليس لهم من يعرفهم ويذب عنهم ، فكتبت كتابي هذا أتقرب به من قلوبهم وأنا أعلم أنه لا ينفعهم وأن الله بالغ أمره ، فعذره النبي صلى الله عليه وسلم وصدقه ، وأراد عمر ضرب عنقه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " . قال أبو حاتم : ليس من أولها وقف تام إلى { وَمَآ أَعْلَنتُمْ } . وقال محمد بن عيسى : { أَوْلِيَآءَ } وقف ، وقال غيره : إن جعلت { تُلْقُونَ } نعتاً " لأولياء " لم تقف على " أولياء " وإن جعلته مبتدأ وقفت على " أولياء " . وقال القتبي : { بِٱلْمَوَدَّةِ } : التمام . [ قال يعقوب ] : و { وَإِيَّاكُمْ } وقف كاف . وقال أبو حاتم : هو وقف بيان . قال القتبي : هو تمام ، ولا يصح هذا لأن " وَإِنْ تُؤْمِنُوا " معمولة " ليخرجون " .