Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 103-108)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ بِآيَٰتِنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ فَظَلَمُواْ بِهَا } ، إلى قوله : { لِلنَّاظِرِينَ } . والمعنى : ثم بعثنا ( من ) بعد هؤلاء الذين ذكرنا من الأنبياء . وقيل : من / بعد الأمم المذكورة ، موسى . { بِآيَٰتِنَآ } . أي : بحجتنا . { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ فَظَلَمُواْ بِهَا } . أي : فجحدوا وكفروا بها . ومات هارون ( عليه السلام ) ، وهو ابن مائة وسبع عشرة سنة ، وعاش موسى ( عليه السلام ) بعد ثلاث سنين ، صار عمره بها مثل عمر هارون ؛ لأن هارون كان أكبر من موسى بثلاث سنين ، فصار عمر موسى وهارون سواء ، مائة وسبع عشرة لكل واحد . وكان في وجه هارون شامة ، وفي أَرْنَبَة موسى شامة ، وعلى طرف لسانه شامة ، وهي العقدة التي حلها الله ( عز وجل ) ، له . قوله : { فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ } . أي : فانظر ، يا محمد ، بعين قلبك ، { كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ } ، يعني فرعون وملأه ، إذ غرقوا في البحر جميعاً . وموسى ، هو : ابن عمران بن ناهب بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، عليه السلام . وفرعون موسى هو فرعون يوسف ، عَمِر أكثر من أربع مائة عام . واسمه : الوليد بن مصعب . ( وقوله ) : { وَقَالَ مُوسَىٰ يٰفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَىٰ } . أي : خليق وجدير قول الحق على الله ، ( عز وجل ) . وقيل المعنى : { حَقِيقٌ عَلَىٰ } ترك القول على الله ( سبحانه ) إلا بالحق . فمن أضاف { عَلَىٰ } فمعناه : واجب عليَّ قول الحق على الله ( سبحانه ) . ومن لم يضف فمعناه : حريص على قول الحق علىَّ الله ( جلت عظمته ) . ( وقيل ) معناه : مَحْقُوقٌ عليَّ أن لا أقول على الله إلا الحق ، وهو فعيل بمعنى مفعول ، كقتيل . هذا في قراءة من لم يضف . قوله : { قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } . أي بحجة . { فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } . وكان بنو إسرائيل يؤدون الجزية إلى فرعون وقومه ، فسأله موسى ( عليه السلام ) ، أن يتركهم معه قال له فرعون : { إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَآ } ، فألقى موسى عصاه فإذا هي حية ظاهرة لمن يراها فَاغِرَة فَاهَا ، فاستَغَاثَ فرعون بموسى ، حين رآها قصدته ، فَكَفَّها موسى ( عليه السلام ) ، عنه . وقال الكلبي : بلغنا أن موسى ( عليه السلام ) ، قال يا فرعون ، ما هذه بيدي ؟ قال : هي عصا . فألقاها موسى ، فإذا هي ثعبان مبين ، قد ملأت الدار من عِظَمِها ، ثم أهوت إلى فرعون لتبتلعه ، فنادى : يا موسى ! ( يا موسى ) يا موسى ! فأخذ موسى بذنبها فإذا هي عصا بيده . قال فرعون : يا موسى ، هل من آية غير هذه ؟ قال : نعم ، قال : ما هي ؟ فأخرج موسى يده ، فقال : ما هذه يا فرعون ؟ قال : يدك . فأدخلها موسى ( عليه السلام ) ، في جيبه ثم أخرجها ، { فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } ، تغشى البصر من بياضها . قال وهب بن مُنَّبِه : أمر فرعون بموسى ، فقال : خذوه ! فبادره موسى ( عليه السلام ) ، فألقى عصاه ، فصارت ثعباناً ، فحملت على الناس فانهزموا ، فمات منهم خمسة وعشرون ألفاً ، قتل بعضهم بعضاً ، وقام فرعون منهزماً حتى دخل البيت . وكان ما بين لَحْيَيْ الحية أربعون ذراعاً . قال ابن عباس : وضعت فُقْماً أسفل قبة فرعون ، وفُقْماً فوقها ، فاستغاث بموسى فَأَجَارَهُ ، وَكَفَّهَا . وقوله : { وَنَزَعَ يَدَهُ } . أي : أخرجها ( من جيب قميصه ) ، ( بيضاء تلوح ، ( تدل ) على صدقه فيما يقول ، بياضاً من غير / برص . ثم أعادها إلى موضعها ، فرجعت كما كانت ، وكان قد أخرجها من جيبه ، فأخرجها بيضاء تلوح للناظرين . قال السدي : وضعت لَحْيَهَا الأسفل في الأرض ، والآخر على أعلى سور القصر ، ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه فَذُعِرَ منها ، ( ووثب ) وأَحْدَثَ ، ولم يكن يحدث ( قبل ذلك ) ، إلا إلى مدة طويلة ، فصاح : يا موسى ! خذها ، ونؤمن بك .