Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 177-179)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { سَآءَ مَثَلاً ٱلْقَوْمُ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } ، إلى قوله : { هُمُ ٱلْغَافِلُونَ } . قال الأخفش : التقدير : سَاءَ مثلاً مَثَلَ القوم . وقرأ الجُحْدَرِيُّ : " سَاءَ مَثَلُ القَوْمِ " ، برفع " المثل " ، وإضافته إلى " القوم " . وقوله : { مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِي } ، أي : من يوفقه الله ( عز وجل ) ، إلى الإسلام { فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } ، أي : من يخذله فلا يوفقه إلى الإسلام فهو خاسر ، أي : خسر نفسه في الآخرة ، وذلك أعظم الخسارة . روى عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " ما هلكت أُمَّةٌ قطُّ إلا بالشرك بالله ، ( سبحانه ) ، وما أشرَكَتْ أمة قط حَتَّى يَكُونَ بَدءُ شركها التَّكذِيبَ بِالقدَرِ " . وروى زيد بن ثابت : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن الله ( عز وجل ) ، لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ وأرضه لَعَذَّبَهُمْ غَيْرَ ظَالِمْ لَهُمْ ، وَلَوْ رَحِمَهْمُ كانت رَحْمَتُهُ خَيْراً لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهمْ ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً فِي سَبِيل الله ما قُبِلَ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِن بِالقَدَرِ ، وتعلم أنَّ ما أًصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، فَإِنْ مِتّ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ دَخَلْتَ النَّارَ " . ثم قال تعالى : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ } . { ذَرَأْنَا } ، أي : خلقنا . قال سعيد بن جبير : أولاد الزَّنا مما خلق الله ، ( سبحانه ) ، لجهنم . يعني : الكفرة منهم . رواه [ ابن عمر ] عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، أنه قال : " لمَّا ذَرَأَ اللهِ لِجَهَنَّمِ مَا ذَرَأ ، كان وَلَدِ الزِّنا ممَّا ذَرَأ " . { لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا } . أي : لهؤلاء الذين ذرأ لجهنم ، { لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا } الهدى . أي : لا يفقهون [ بها ] شيئاً من أمر الآخرة . { وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا } ، الهدى . { وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ } ، الحق . وقيل : { لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا } ، أي : لا يتفكرون في آيات الله ، ( سبحانه ) / وأدلته ، ( جلت عظمته ) على توحيده ، وحججه التي أتت بها الرسل ، { وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا } آيات الله ، ( سبحانه ) ، وأدلته ( جلت عظمته ) ، { وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ } ، أي : لا يسمعون آيات الله ، ( سبحانه ) فيعتبرون . يقولون : { لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } [ فصلت : 26 ] . وهو نظير قوله : { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [ البقرة : 171 ] . { أُوْلَـٰئِكَ كَٱلأَنْعَامِ } . في جهلهم وقلة تمييزهم للحق . { بَلْ هُمْ أَضَلُّ } . يعني أن البهائم لا تمْييزَ لها ، فلا يلزمها نقص في جهل . وهؤلاء لهم تمييز ، فالنقص لهم لازم في جهلهم . فهم أشَدُّ نَقْصاً في الجهل من البهائم . والبهائم مع عدم تمييزها تطلب لأنْفُسِهَا المنافع ، وتفر من المضار ، وهؤلاء لا يعقلون ذلك ، يتركون ما فيه صلاح دنياهم وآخرتهم ، ويلزمون ما فيه مضرتهم ، فهم أضل من البهائم . { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ } . أي : الذين غَفَلُوا عن مصالحهم ومنافعهم ، وَغَفَلُوا عن آيات الله ، ( سبحانه ) ، وحججه وأعلامه الدالة على توحيده ( سبحانه ) ، وَصِدْق رُسُلِهِ .