Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 40-40)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا } ، الآية . المعنى : إن الذين كذبوا بآيات الله وتكبروا عن الإيمان بها ، { لاَ تُفَتَّحُ } ، لأرواحهم إذا خرجت من أجسادهم ، { أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ } ، ولا يصعد لهم في حياتهم [ إلى الله ] قول ولا عمل ، قاله ابن عباس . وقال أبو موسى / الأشعري في قوله : { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ } إن روح المؤمن تخرج وريحها أطيب من ريح المسك فتصعد بها الملائكة الذين يتوفونها ، فتتلقاهم ملائكة آخرون دون سماء الدنيا فيقولون : من هذا ؟ فيقولون : هذا فلان كان يعمل كيت وكيت ، وتذكر محاسن عمله : فيقولون مرحباً بكم وبه فيقبضونه ، ويصعدون به من بابه الذي كان يصعد منه عمله ، فيشرق في السموات حتى ينتهي إلى العرش ، وله برهان كبرهان الشمس ، ويخرج روح الكافر أنتن من الجيفة ، فتصعد به الملائكة الذين يتوفونه فتتلقاهم ملائكة آخرون من دون السماء فيقولون : من هذا ؟ [ فيقولون : هذا ] فلان بن فلان ، كان يعمل كيت وكيت ، تذكر مساوئ عمله ، فيقولون : لا مرحباً به ردوه ، قال فيرد إلى واد يقال له برهوت ، أسفل الثرى ، من الأرضين السبع . وعن ابن عباس نحوه . وروى البراء بن عازب : " أن النبي ، عليه السلام ، ذكر عذاب القبر في حديث طويل ، فقال فيه : إن الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، أتاه ملك الموت فينزع نفسه ، كما ينزع الصوف المبلول من السُّفُود ، فتأخذها الملائكة فيصعدون بها ، فتستفتح لها أبواب السماء فلا تفتح لها ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه ( وسلم ) ، : { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ } ، الآية . فيقول لِهم ( الله ) ، تبارك وتعالى ، : اكتبوا كتابه في سجين ، وأعيدوه إلى الأرض . قال : فيطرح روحه طرحاً [ قال : ] ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } ، الآية " . وقال السدي : إن الكافر إذا أُخذ روحه ، ضربته ملائكة الأرض حتى يرتفع إلى السماء ، فإذا بلغ السماء الدنيا ضربته ملائكة السماء فهبط إلى أسفل الأرضين . وإذا كان مؤمناً رفع روحه ، وفتحت له أبواب السماء فلا يمر بملك إلا حياه وسلم عليه ، حتى ينتهي إلى الله ، فيعطيه حاجته ، ثم يقول : ردوا روح عبدي فيه إلى الأرض ، فإني قضيت من التراب خلقته ، وإلى التراب يعود ، ومنه يخرج . وقال ابن جبير ، معناه : لا يرفع لهم عمل ولا دعاء . وأكثرهم على أن المعنى : { لاَ تُفَتَّحُ } أي : لأرواحهم ولا لأعمالهم . وقيل المعنى : لا تفتح لهم أبواب الجنة ؛ لأن الجنة في السماء ، ودل على ذلك قوله : { وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ } . بعقبه . وقوله : { حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ } . أي : لا يدخل هؤلاء المكذبون الجنة حتى يدخل { ٱلْجَمَلُ } : زوج الناقة ، في ثقب الإبرة ، وهو لا يدخلها أبداً ، وكذلك هؤلاء لا يدخلون الجنة أبداً . وكل ثقب في عين أو أنف أو أذن أو غير ذلك . فالعرب تسميه " سَمّاً " و " سُمّاً " ، بفتح السين وضمها ، وجمعه " سُمُوم " وجمع السم القاتل " سِمَامٌ " . وقرأ ابن سيرين " في سُمِ الْخِيَاطِ " بضم السين . وقرأ ابن عباس ، وعكرمة ، وابن جبير : " الجُمَّل " بضم " الجِيم " وتشديد " الميم " ، وهو حبل السفينة الغليظ . وقيل : هو الحبل الذي يصعد به في النخل . [ وعن سعيد بن جبير ] أنه قرأ " الجُمَل " بضم [ الجيم ] والتخفيف جعله جمع " جُمْلَةٍ " من الحبال ، كـ " ظُلْمَةٍ " و " ظُلَمٍ " . ومن شدَّد فهو اسم واحد ، وهو الحبل الغليظ . وقرأ أحمد بن يحيى " الجُمَّل " ، وهو جمع " جملة " ، وهي الحبال المجموعة . فالمعنى : لا يدخلون الجنة حتى يدخل هذا الحبل الغليظ في ثقب الإبرة ، فكما ( أنه ) لا يدخل في ثقب الإبرة ، ( كذلك هؤلاء لا يدخلون الجنة ) أبداً . ثم قال تعالى : { وَكَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْمُجْرِمِينَ } ، / نثيبهم بما اكتسبوا في الدنيا .