Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 58-61)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱلْبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ } ، الآية . هذا مثل ضربه الله لروح المؤمن ، وروح الكافر ، فالمؤمن يرجع روحه الطيب إلى جسده سهلاً طيباً كما خرج إذا مات ، والكافر لا يرجع روحه إلى جسده إلا بالنكد كما خرج . وقيل : هو مثل ضربه الله للمؤمن والكافر ، فشبه المؤمن بالبلد الطيب إذا أصابه المطر أخرج نباته بإذن ربه ، كذلك المؤمن إذا سمع الهدى قَبِلَهُ بإذن ربه ، وشبه الكافر بالأرض السَّبِخَةِ المالحة وهي التي خبثت لا تخرج النبات إلا نكداً . والمعنى : أنه خبر من الله ( عز وجل ) أنه أرسل نوحاً إلى قومه : منذراً بأسه ومخوفاً من عقاب ، فقال لمن كفر منهم : { ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } ، تعبدونه إلا الله ، فاعبدوه ولا تشركوا به ، { إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } . قال عكرمة : إنما سمي نوح نوحاً لأنه كان ينوح على نفسه ، أي : يكثر ذلك . قال ابن عباس : أرسل نوح إلى قومه بعد أربعين سنة . قال الكلبي عنه : بعد آدم بثمان مائة سنة ، أرسله الله ( عز وجل ) بالشريعة ، بتحريم البنات والأمهات والأخوات والعمات والخالات ، وسائر الفرائض . قال وهب : نوح أول نبي بعث بعد إدريس ( عليه السلام ) ، فلبث في قومه أربع مائة سنة ، قبل أن يبعثه الله ( عز وجل ) إلى قومه . وعنه أيضاً أنه قال : بعثه ( عز وجل ) إلى قومه وهو ابن خمسين سنة ، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ، ثلاثة قرون من قومه لا يجيبه أحد إلا قليلاً منهم ، فأوحى الله ( عز وجل ) إليه : " أن اصنع الفلك " ، وليكن طولها ثلاثمائة ذراع ، وعرضها خمسين ( ذراعاً ) ، وارتفاعها ثلاثين ذراعاً ، وليكن بابها في عرضها . وادخل الفلك أنت وامرأتك وبنوك ونساء بنيك ، ومن آمن بك ، ومن كل شيء اثنين اثنين ذكوراً وإناثاً ، فإني منزل المطر على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة ، فأُتلف كل شيء خلقته على الأرض ، وأن تعمل تابوتاً فيه جسد آدم ( عليه السلام ) ، وتجعل التابوت من خشب الشمشار ، وتجعل معه زاد سنِة ففعل نوح ، وأرسل الله ( عز وجل ) ماء الطوفان على الأرض في سنة ألف وستمائة من عمر نوح ، فأقام نوح في الماء خمسين ومائة يوم ، [ ثم ] استقرت على الجودي ، وهو جبل بأرض الجزيرة ، وكان وقت استقلال السفينة في عشر خلون من رجب ، وخرج إلى الأرض في عشر خلون من المحرم ، وكان معه في السفينة ولده الثلاثة : سام ، وحام ، ويافث ، ونساؤهم ، وأربعون رجلاً ، وأربعون امرأة ممن آمن ( به ) . وعاش نوح ( عليه السلام ) بعد الطوفان ثلاث مائة وخمسين سنة ، فلما خوفهم نوح ، قال له الأشراف من قومه ، وهم الملأ ، وهم الجماعة منهم : { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } ، فيكف نتبعك ، أي في حيدة عِن الحق . فأجابهم بأن قال لهم : { لَيْسَ بِي ضَلَـٰلَةٌ } ، أي : ليس ما دعوتكم إليه ضلالة ، وإنما أنا { وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } ، إليكم .