Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 80-84)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ [ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ ] } ، إلى : { ٱلْمُجْرِمِينَ } . نصب { لُوطاً } على " وأرسلنا لوطاً " ، أو على معنى : واذكروا لوطاً . { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ } . أي : أتاتون الذكران . { مَا سَبَقَكُمْ } ، لفعل هذا أحد { مِّن ٱلْعَالَمِينَ } . { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً } هذا توبيخ لهم وتقريع . وقوله : { شَهْوَةً } : مصدر ، أي : تشتهون ذلك شهوة . { بَلْ أَنْتُمْ / قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } . في فعلكم ذلك . واللوطي يرجم عند مالك ، أحصن أو لم يحصن . وكذلك قال أكثر العلماء . وروي عنه أنه قال : يرجم إن كان مُحْصَناً ، ويُحْبَس ويؤَدَّب إن كان غير محصن ، وهو قول عطاء ، والنخعي ، والحسن ، وابن المسيب ، وقتادة . قال الأوزاعي ، وأبو يوسف ، وأبو ثور : إذا أتى الرجل المرأة في دبرها حُدَّ حد الزاني ، وهو مروي عن الشافعي . وقال النعمان والحكم : يُعَزَّرُ عقوبة . وهذا إنما هو في المرأة التي ليست منه بزوجة ولا ملك يمين . ثم أخبر ، تعالى ، عن جواب قوم لوط له إذ وبخهم ، فقال تعالى : { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ } قولهم : { أَخْرِجُوهُمْ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } ، أي : قال بعضهم لبعض ذلك ، أخرجوا آل لوط وابنتيه ، ولذلك جمع في { أَخْرِجُوهُمْ } . وقيل المعنى : أخرجوا " لوطاً " ومن كان على دينه . ومعنى : { يَتَطَهَّرُونَ } ، أي : يتنزهون عن فعلنا . وقال السدي معناه : يتحرجون . وقال مجاهد معناه : يتطهرون من أدبار الرجال [ وأدبار ] النساء . وقيل : معنى { يَتَطَهَّرُونَ } ، أي : يتنزهون عن أعمالكم . قال الله ( عز وجل ) : { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ } ، يريد ابنتيه ، { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ } ، لم تنج ؛ لأنها كانت خائنة للوط كافرة ، { كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } ، أي : من الباقين في الهالكين . وقيل المعنى : { مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } ، [ أي : من الغائبين ] عن النجاة . قال حذيفة : إنما حق القول على قوم لوط حين استغنى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء . وقال [ أبو ] عبيدة : المعنى : { كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } ، أي : من المُعَمَّرِينَ أي : قد هَرِمَت . قال حذيفة : رفع جبريل ( عليه السلام ) مدينتهم ثم قلبها ، فسمعت الوَجْبَةَ امرأَتُهُ ، فالتفتت ، فأهلكت معهم . ورُويَ أن جبريل ، عليه السلام ، اقتلع مدائنهم وهي ست فأهوى بها حتى بلغ بها السماء بجناح واحد ، حتى سمع أهل السماء نُهَاق الحمير ، ونُبَاح الكلاب ، وصُرَاخ الديوك ، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها ، وتبعت الحجارة من كان خارج المدائن منهم . والغابر في اللغة : من الأضداد هو الباقي ، والذاهب . وذَكَّرَ هذا الجمع ؛ لأنه غَلَّبَ فيه المذكر [ على المؤنث ] . وقوله : { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ } . أي : أمطرت عليهم حجارة من سَجَّيلِ بعد قلب مدائنهم عاليها سافلها فأهلكت من كان خارجاً من المدينة ، من مسافر وغيره ، { فَٱنْظُرْ } ، يا محمد ، { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } .