Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 88-89)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يٰشُعَيْبُ } ، إلى : { ٱلْفَاتِحِينَ } . المعنى : قال الملأ الذين استكبروا [ عن الإيمان ] من قومه : { لَنُخْرِجَنَّكَ يٰشُعَيْبُ } ، ومن آمن معك ، { مِن قَرْيَتِنَآ } ، أو لترجعن إلى ديننا . قال شعيب لهم : { أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ } ، أي : تخرجوننا ، ونحن كارهون لذلك . وقوله : { قَدِ ٱفْتَرَيْنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ } . أي : قال شعيب لقومه إذْ دعوه إلى ملتهم ، وَتَوَعَّدوه بالطرد : { قَدِ ٱفْتَرَيْنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } ، أي : اختلقنا على الله كذباً ، وتَخَرَّصْنَا ذلك عليه ، إن نحن { عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ } ، أي : دينكم ، بعد أن أنقذنا الله منها . وهذا من قول من آمن به وقد كان كافراً . فأما شعيب فلم يكن على ملتهم قط . ثم قال : { وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ } ، : في ملتكم فندين الله بها { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَا } ، أي : إلا بمشيئة الله ( سبحانه ) ، أي إلا أن يشاء ربنا أن يَتَعَبَّدَنَا بشيء مما أنتم عليه . وقيل المعنى : إلا أن يشاء الله أن نعود ، وهو لا يشاء ذلك أبداً بمنزلة قوله : { حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ } [ الأعراف : 40 ] . وقيل : هو استثناء من الأول . { وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } . أي : أحاط به ، فلا يخفى عليه شيء [ كان ، ولا شيء هو كائن ] ، فإن سبق في علمه أنا نعود في شيء منها ؛ فلا بد أن يكون . والله لا يشاء الكفر ، أي : لا يُحِبُّه ولا يرضاه ، وهو يشاؤه بمعنى : يُقَدِّره ويقضيه على من علمه منه . وقيل المعنى : ملأ ربنا كل شيء علماً . ثم قال : { عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا } . أي : عليه نعتمد في أمورنا . { رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ } . أي : احكم بيننا وبينهم . { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ } . أي : الحاكمين .