Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 8-8)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ [ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ] } الآية . والمعنى : ووزن الأعمال يومئذ الحق . { فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } . أي : من كثرت حسناته . قاله مجاهد . وقيل المعنى : فمن ثقلت موازين حسناته . وهو " ميزان " له لسان وكِفَّتَانِ ، كالذي يعرفه الناس . قال عبيد بن عمير : يجعل الرجل العظيم الطويل / في الميزان ، فلا يزن جناح بعوضة . ووزن الأعمال في الميزان ، هو نظير إثباتُ الله إياها في أُمِ الكتاب ، واستنساخه ذلك في الكتب من غير حاجة إلى ذلك ، وهو العالم بكل ذلك ، وإنما فعل ذلك تعالى ، ليكون حجة على خلقه ، فيحتج عليهم بما عاينوا وفهموا وعرفوا من ذنوبهم . قال تعالى : { هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ الجاثية : 29 ] ، فكذلك وزن أعمال العباد حجة عليهم ، ليعلموا التضييع الذي فعلوا ، أو يفهموه عن قرب على ما عملوا . فأما وزن الأعمال وهي أعراض ، فإنما يحدث الله خفة في جانب السيئات ، وثقلاً في جانب الحسنات ، على ما يشاء لمن أراد ، كل ذلك احتجاج منه على خلقه ، وتقريع لهم بما عملوا ، وهذا مثل استنطاق أيديهم وأرجلهم بما عملوا في الدنيا ، حجة منه عليهم ، وقد تظاهرت الأخبار بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .