Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 28-28)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
- قال : { رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً … } . أي : اعف عني واستر علي ذنوبي وعلى والدي وعلى من دخل بيتي . - أي : مسجدي - { مُؤْمِناً } : أي : مصدقاً بك . قال الضحاك : { بَيْتِيَ } " مسجدي " . [ وقرأ ] ابن جبير : ( والدي ) : يعني أباه . وقرأ يحيى بن يعمر ( ولوالدي ) يعني ابنيه . وقوله ( وللمؤمنين والمؤمنات ) أي : وللمصدقين بتوحيدك ورسلك وكتبك والمصدقات . روى عكرمة أن ابن عباس قال : إني لأرجو أن يكون من استجاب لنوح فأغرق بدعوته أهل الأرض جميعاً أن يستجيب له في كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة ، يعني بدعائه هذا الذي حكاه الله لنا عنه في هذه السورة . - ثم قال : { وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً } . أي : ولا تزد الظالمين أنفسهم بكفرهم بك إلا تباراً . قال مجاهد : تباراً : خساراً . وقال الفراء : تباراً : ضلالاً . وقيل : هلاكاً . ويروي عن سفيان بن عيينة أنه قال لرجل : طب نفساً فقد دعت لك الملائكة نوح وإبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم [ ثم قرأ ] { وَٱلْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ ( بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ) وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي ٱلأَرْضِ } [ الشورى : 5 ] يعني من المؤمنين . قال أبو محمد [ مؤلفه رضي الله عنه ] ، وقد فسر الله هذا في آية أخرى ، فأخبر عن الملائكة أنهم يقولون : { فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } [ غافر : 7 ] . قال سفيان : وقال ابراهيم : { رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ } [ إبراهيم : 41 ] وقال الله جل ذكره لمحمد صلى الله عليه وسلم { وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } [ محمد : 19 ] . قال أبو محمد : ولا نشك أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ما أمره الله به من الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات ، فهذا دعاء لا نشك إن شاء الله - أن الله قد أجابه لنوح وإبراهيم ومحمد والملائكة ، فمن مات على الإيمان فهو داخل تحت هذه الدعوات المذكورات ( إن شاء الله ) ، أماتنا الله على الإيمان وختم لنا بخير .