Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 41-41)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ } الآية . هذه الآية تعليم من الله عز وجل ، للمؤمنين ، أن كل ما غنموه من غنيمة ، وهو : " الفيء " . وقيل : " الغّنِيمَةُ " : ما أُخذ عنوة ، و " الفَيْءُ " : ما أُخذ صلحا . فـ : " الغَنِيمَةُ " : أربعة أخماسها لمن شهد القتال ، للراجل : سهم ، وللفارس : سهمان . والصلح على ما صُولحوا عليه ، وليس فيه خمس ، إنما هو لمن سمى الله عز وجل ، في قوله : { مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } [ الحشر : 7 ] . وقيل : " الغنيمة " ، و " الفيء " واحد ، فيه الخمس في " الحشر " قاله قتادة . وقوله : { لِلَّهِ خُمُسَهُ } . مفتاح كلام ، والدنيا والآخرة لله ، عز وجل / وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، يقسم " الخمس " على خمسة : فخمس لله وخمس لرسوله هو [ خمس ] واحد . وقيل : إنَّ خمس لخمس لله وللرسول ، كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يقبض في " الخمس " قبضة فيجعله للكعبة ، ثم يقسم باقي الخمس إلى خمسة . وقال ابن عباس : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ، يأخذ من " الخمس " شيئاً ، إنما كان يعطي ذلك لقرابته مع نصيبهم . وقد أجْمَعُوا على أنَّ " الخمس " لا يقسم على ستة . ومذهب الشافعي أن يقسم الآن على : خمسة ، فيجعل جزء فيما كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يجعله ، وذلك أن يجعل تقوية للمسلمين ، وكذا رُوي أنه كان يفعل ، ويعطي الأربعة الأخماس : الخمس { لِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } سهماً سهماً . وقال أبو حنيفة : يقسم الخمس على ثلاثة : للفقراء : ثلث ، وللمساكين ثلث ، ولابن السبيل ثلث ؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " ، فسقط خمس رسول الله صلى الله عليه وسلم وخمس ذوي القربى . ومذهب مالك رضي الله عنه : أنَّ الإمام يعطي من رأى من هؤلاء المذكورين من هو أحوج ، فإذا جعلت في بعض دون بعض جاز . ومعنى : { وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ } . هم قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من بني هاشم . وقال أبو سعيد الخدري عن ابن عباس : إنهم قريش كلهم . { وَٱلْيَتَامَىٰ } . أطفال المسلمين الذين هلك آباؤهم . { وَٱلْمَسَاكِينِ } . أهل الفاقة . { وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } . المجتاز مسافراً قد انقطع به . { إِن كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِٱللَّهِ } . أي : صدقتم بتوحيده ، وآمنتم بما أنزلنا على عبدنا . { يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ } . وهو يوم بدر ، فرق فيه بين الحق والباطل . { يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ } . يعني : جمع المسلمين وجمعْ المشركين ، وهو أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان المشركون ما بين الألف والتسعمئة والمسلمون ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً ، فقتل من المشركين أزيد من سبعين ، وأسر مثل ذلك . وقال بعض نحويي البصرة قوله : { إِن كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِٱللَّهِ } ، متعلق بقوله : { نِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ } . وقيل : هو متعلق بما قيل من ذكر الغنيمة وقسمتها ، وجواب الشرط محذوف ، والمعنى : إن كنتم [ آمنتم ] بالله فاقبلوا ما أمرتم به . { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . أي : على إهلاك أهل الكفر ، وغير ذلك مما يشاء قدير .