Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 29-36)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
- قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ ( مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ ) } إلى آخر السورة . أي : إن الذين اكتسبوا المآثم في الدنيا وكفروا بالله كانوا يضحكون في الدنيا من المؤمنين استهزاء بهم . ( قال قتادة : كانوا يقولون في الدنيا : والله إن هؤلاء لكذبة وما هم / على شيء ، استهزاءً بهم ) . - ثم قال تعالى : { وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } . أي : وإذا مروا بالمؤمنين غمَز بعضهم بعضاً استهزاءً بالمؤمنين . - ثم قال تعالى : { وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ } . أي : ( وإذا ) انقلب المجرمون إلى أهلهم من مجالسهم انقلبوا ناعمين معجبين . قال ابن عباس : { فَكِهِينَ } : " معجبين " . وقال ابن زيد : انقلبوا ناعمين ، ثم أعقبهم الله النار في الآخرة . ويروى أن أبا جهل وأصحابه ضحكوا واستهزءوا بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأصحابه . وحكى أبو عبيد عن أبي زيد أن العرب تقول : رجل فكهٌ أي : ضحوكٌ طيب النفس . - ثم قال تعالى : { وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ } . أي : وإذا رأى المجرمون المؤمنين قالوا : إن هؤلاء لضالونَ عن محجة الحق . - ثم قال تعالى : { وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } . أي : وما بعث هؤلاء المجرمون القائلون للمؤمنين : إن هؤلاء لضالون حافظين عليهم أعمالهم رقباء عليهم : إنما كلفوا أنفسهم ليؤمنوا بالله [ ورسوله ] وكتابه [ وليعملوا ] بطاعة ربهم . - ثم قال تعالى : { فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ ( آمَنُواْ ) مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } . أي : فيوم القيامة يضحك المؤمنون من الكفار على سررهم في الحجال ينظرون . ( وقال ابن عباس : يفتح في السور الذي بين الجنة والنار أبواب ، فينظر المؤمنون إلى أهل النار ، والمؤمنون على السرر ينظرون ) كيف يعذبون ، فيضحكون منهم ، فيكون ذلك مما أقرَّ الله به أعْيُنَهم كيف ينتقم الله منهم . وروى قتادة عن كعب أنه قال : ذُكر لنا أن بين الجنة والنار كِواء ، إذا أراد المؤمنون أن [ ينظروا ] إلى عَدُوٍّ لَهُمْ كانوا في الدنيا ، [ اطلعوا ] من بعض تلك الكواء [ قال الله عز ] { فَٱطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } [ الصافات : 55 ] ، أي : في وسط النار ، ذكر لنا أنه رأى جماجم القوم تغلي . قال سفيان : [ يجاء بالكفار ] حتى [ ينظروا ] إلى أهل الجنة في الجنة على سرر ، فحين ينظرون إليهم تغلق دونهم الأبواب ( ويضحك ) أهل الجنة منهم ، فهو قول الله تعالى ذكره : - { فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } . - ثم قال تعالى : { هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } . ( أي : هل جوزي الكفار ثواب ما كانوا يفعلون ) في الدنيا بالمؤمنين من سخريتهم بهم وضحكهم بهم . قال مجاهد : الأرائك لؤلؤ وزبرجد . وقوله : { يَنظُرُونَ } تَمَامٌ ، المعنى ينظرون إلى الكفار وليس ينظرون [ { هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ } ] أو لم يجازوا . ومعنى { ثُوِّبَ } : جوزي .