Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 99-103)
Tafsir: Taʾwīlāt ahl as-sunna
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ ٱلْفَاسِقُونَ } . بيَّن فيها الحلالَ والحرام ، وما يُؤْتى وما يُتَّقى ، وما يُنْهى وما يُؤْمر . ويحتمل : الآيات التي أنزلها عليه ليُنْصر بها على المعاندين له ، والمكابرين ، والله أَعلم . وقوله : { أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } . يقول : كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم . يحتمل : العهودَ التي أُخذت عليهم - في التوراة - أَن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يكفروا به بعد الإيمان . أَو أَخذ عليهم : ألا يكتموا نعته ، وصفته ، الذي في التوراة لأَحد ، فنبذوا ذلك ، ونقضوا تلك المواثيق والعهود التي أخذت عليهم . ثم في الآية دلالة جعل القرآن حجة ؛ لأنه قال : { نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم } ، ولو كان في كتبهم ما ادعوا من الحجة والاتباع لأَتوا به معارضاً ؛ لدفع ما احتج به عليهم ؛ فثبت أَنهم كانوا كذبة في دعاويهم ؛ حيث امتنعوا عن معارضته . وقوله : { وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ } . أي : وما يكفر بتلك الآيات إلا الفاسقون . وقوله : { وَلَمَّآ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ } . يعني محمداً صلى الله عليه وسلم . { مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ } . أي : نَعْتُه الذي كان في التوراة موافق لمحمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : لما جاءَهم محمد صلى الله عليه وسلم عارضوه بالتوراة ؛ فخاصموه بها ، فاتفقت التوراة والقرآن ، فنبذوا التوراة والقرآن ، وأَخذوا بكتاب السحر الذي كتبه الشياطين . ويحتمل : أَن محمداً صلى الله عليه وسلم لما جاءَهم كان موافقاً لما مضى من الرسل ، غير مخالف لهم ؛ لأَن الرسل كلهم آمنوا به ، وصدق بعضهم بعضاً . وقوله : { نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ } . يحتمل : كتاب الله : التوراة ، على ما ذكرنا . ويحتمل : كتاب الله ، القرآن العظيم . والله أعلم . وقوله : { كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } . أي : يعلمون ، ولكن تركوا العمل به ، والإيمان بما معهم ؛ كأَنهم لا يعلمون ؛ لما لم ينتفعوا بعلمهم خرج فعلهم فعل من لا يعلم . أَخبر : أَنهم نبذوا نبذ من لا يعلم ، لا أَنهم لم يعلموا ، ولكن نبذوه ، سفهاً ، وتعنتاً ، والله أعلم . وقوله : { وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ } . قيل : تتلو : ما كتبت الشياطين من السحر . وقيل : تتلو ؛ من التلاوة . وقيل : ما تتلو : ما يروى الشياطينُ من السحر . وهو قول ابن عباس - رضي الله عنهما - وهو يرجع إلى واحد . والآية في موضع الاحتجاج على اليهود ؛ لأَنهم ادعوا : أَن الذي هم عليه أُخِذَ عن سليمان عليه السلام ، فإن كان كفراً فقد كفر سليمان . فأَخبر الله - عز وجل - نبيَّه صلى الله عليه وسلم : أَن سليمان ما كفر ، ولكن الشياطين كفروا بما علَّموا الناس من السحر . ويحتمل : لكن أَتْباع الشياطين كفروا باعتقادهم السحر ، وعملهم به بتعليم الشياطين ، فنسب ذلك إلى الشياطين بما بهم كفروا ، كما نسبت عبادة الأصنام إلى الشياطين بما بهم عبدوا ، والله أعلم . وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان آصفُ كاتب سليمان ، وكان يعلم الاسم الأَعظم ، وكان يكتب كل شيء بأَمر سليمان ، ويدفنه تحت كرسيه ؛ فلما مات سليمان أَخرجته الشياطين ، فكتبوا بين كل سطرين سحراً ، وكفراً ، وكذباً ؛ فقالوا : هذا الذي كان يعمل به سليمان ؛ فأَكفرَه جهالُ الناس وسبوه ، ووقف علماؤهم ، فلم يزل جهالُهم يسبونَه ؛ حتى أَنزل الله - عز وجل - على محمد صلى الله عليه وسلم : { وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ … } الآية . وقال بعضهم : إن الشياطين ابتدعت كتاباً من السحر والأَمر العظيم ، ثم أَفشته في الناس وعلمته إياهم ؛ فلما سمع بذلك سليمان تتبع تلك الكتبَ ، فدفنها تحت كرسيه كراهية أَن يتعلمها الناس . فلما قُبض نبيُّ الله سليمان - عليه السلام - عمدت الشياطين إلى تلك الكتب فاستخرجتها من مكانها ، وعلموها الناس ، وأَخبروهم أَنه علم كان سليمان يكتمه ، ويستأثره ؛ فَعَذر الله نبيَّه سليمان ، وبرأَه من ذلك على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : { وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ … } الآية . وقيل أيضاً : لما مات سليمان - عليه السلام - وقع في الناس أوصابٌ وأَوجاعٌ ؛ فقال الناس : لو كان سليمان - عليه السلام - حيّاً لكان عنده من هذا فرج ، فظهرت الشياطينُ لهم فقالوا : نحن ندلكم على ما كان يعمل به سليمان - عليه السلام - فكتبوا كتباً ، فجعلوها في البيوت ، فاستخرجوا الكتب التي كتبت لهم الشياطينُ من السحر ، فقالوا : هذا ما كان يعمل به سليمان . فأَنزل الله - عز وجل - : { وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ … } الآية . فلا ندري كيف كانت القصة ، غير أن اليهود تركت كتب الأَنبياءِ والرسل ، واتبعوا كتب الشياطين وما دعوهم إليه من السحر والكفر ، وبالله التوفيق . وفيه دلالةُ رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ بما أَخبرهم عن قصتهم - على ما كان - فدل أَنه كان عرف ذلك بالله عز وجل . وفي ذلك أَن قد نسب إلى سليمان ما برأَه الله عنه من غير أَن يُبَيِّن ماهيَّته . ذكره الله عز وجل لوجهين : دلالة لرسوله ، وتكذيباً للذين نَحَلوه بما هو كفر . وقوله : { عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ } . أي : في ملكه ؛ إذ كان ذلك الوقت هو وقت ظهورهم ، ثم سخَّرهم الله لسليمان ، فأَمكن ذلك منهم . أَلقاهُ على أَلسن المعاندين لسليمان في السِّر ؛ فَروَوْه عنه بعد الوفاة ؛ فكذبهم الله - عز وجل - وبرأَ نبيَّه - عليه السلام - عن ذلك ، وبين كيف كان بَدْؤُه . فإِنما بينها للخلق ؛ لئلا يتبعوا في الرواية كلَّ من لقي النبي ؛ إذ قد يكون من أَمثالهم : اختراعُ الرواية ، وإِلزامُ السامعين الأُمورَ المعتادة من الرسل ، ورد ما لا يوافق ذلك من الرواية ؛ ولذلك أَبطل أصحابُنا خبر الخاصِّ فيما يُبلى به العام . وقوله : { وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِ } . قيل : { وَمَآ أُنْزِلَ } على النفي ، والجحد ، معطوفاً على قوله : { وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ } . وقيل : { وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ } : والذي أُنزل على الملكين بِبَابل . وقيل : سميت بابل لما تبلبلت به الأَلسن ، يعني : اختلفت ؛ فلا يعلم ذلك إلا بالسمع . ثم اختُلِفَ في " هاروت " و " ماروت " : فقال الحسن : لم يكونا ملكين ، ولكنهما كانا رجلين فاسقين متمردين ؛ وذلك أَن الله - عز وجل - وصف ملائكته بالطاعة له والائتمار بأَمره ، بقوله : { لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ … } الآية [ التحريم : 6 ] ، وكقوله : { لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ … } الآية [ الأنبياء : 27 ] . وكذلك يقول الحسن في إبليس : إنه لم يكن من الملائكة . وقد ذكرنا هذه المسألة فيما تقدم . ثم عارض نفسه بقولهما : { فَلاَ تَكْفُرْ } . فقال : إن المُخبِرَ بمثله إِذا عرف ولوع السامع به ، وبما يعرض مثله - على العلم منه : أَنه يفعل ، ولا يرتدع عن ذلك - يقول ذلك له ؛ ترغيباً منه ، والله أعلم . ومنهم من يقول : كانا ملكين ، لكنهما علما الاسمَ والأَعظم ، فيقضيان به الحوائج إلى أَن حل بهما ما حل . وبهذا يحتج في بَلْعَم بقوله : { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِيۤ ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَانُ … } الآية [ الأعراف : 175 ] . ثم اختلف بعد هذا على أَوجه : قال بعضهم : لم يكن ذلك منهما سحراً ، بل هو تعويذ الفرقة يقدر عليه . وقال قائلون : إن ما أُنزل على الملكين أُنزل كلاماً حسناً صواباً ، لكنه خلط بالذي لقنهم الشيطان ؛ فصار سحراً . وقال آخرون : بلى . كان هو في نفسه سحراً ، يعلمان الناس ذلك ، لكنه لا يُنهى عن تعليمه ، ولا يكفر الذي تعلم . إنما ينهى عن الاعتقاد له ، فكان كالكفر الذي يعلم ، لا يُنهى عن ذلك ؛ لأَنه ما لم يعلم لم نعلم قبحهُ وفساده ، ولكن إنما يُنهى عن الاعتقاد له ؛ فكان كالكفر الذي في تعلمه ، والله أعلم . ثم نقول : إن قولهما : { فَلاَ تَكْفُرْ } على الاختيار منهما ، وكلمة السحر جار عليهما في اللسان ، من غير صنع لهما فيه ، والله أعلم . وقوله : { وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } . قيل : إلا بعلم الله وقضائه . وقيل : بخذلانه وتخليه . وقيل : بمشيئة الله وإرادته . وأَما ظاهر الإذن فهو يخرج على الإباحة ؛ فالعقل يدفعه . وقيل : إنه لا يصل إلى هاروت وماروت أَحد من بني آدم ، وإنما يختلف بينهم شيطان في كل مسألة ، والله أعلم . ثم السحر يكون على وجهين . سحر يكفر به صاحبه ؛ فإن كان ذلك منه بعد الإسلام ، يُقْتل به صاحبُه ؛ لأَنه ارتداد منه . وسحرُ لا يكفر به صاحبه ؛ فلا يقتل به ، إلا أَن يسعى في الأَرض بالفساد : من قتل الناس ، وأَخذ الأَموال . فهو كقاطع الطريق ، يُحكم بحكمهم من القتل وسائر العقوبات ، وإذا تاب قُبِلت توبتُه . أَلاَ ترى أَن سحرةَ فرعون لما رأَوا الآيات آمنوا بالله - تعالى - وتابوا توبة لا يطمع في مثل تلك التوبة من المسلم الذي نشأَ على الإسلام ، حيث أَوعدهم فرعون بقطع الأَيدي والأَرجل ، والصلب ، وأَنواع العذاب ، فقالوا : { لاَ ضَيْرَ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } [ الشعراء : 50 ] . وذكر عن أبي حنيفة - رحمه الله - في الساحرة : أَنها لا تقتل مرةً ، وذكر عنه مرةً : أنها تقتل . وقال في الساحر بالقولين . فأَما ما روي عنه فيه بالقتل بعمل السحر ، فهو على ما ذكرنا من قتله الناس بالسحر ؛ فهو كالساعي في الأَرض بالفساد ، لا بِعَيْن السحر . أَو كفر بسحره بعد الإسلام ؛ فيقتل كالمرتد عن الإسلام . وما ذكر عنه : أَنه لا يُقْتل ؛ فهو إذا لم يكن سحره سحرَ كفرٍ ، ولا يسعى بالقتل في الأَرض لم يقتل به . ثم قوله - في الساعي في الأَرض بالفساد : إنه إذا تاب قبل أن يُقدر عليه ، سقط عنه القتل ؛ فكذا الساحر . وأما الذي هو لأجل الكفر يلزم القتل قبل التوبة ، بعد القدرة عليه . وعلى هذا يخرج قوله في الساحرة أيضاً . ففيما قال : إنها لا تقتل ؛ لما كان سحرها سحر كفر ، والنساءُ لا يُقتلن للكفر . وفيما قال : يقتلن ؛ فلأَنهن يقتلن للسعي في الأَرض بالفساد كالرجل ، والله أعلم . وقال بعض الناس : لا تقبل توبة الساحر . وهو غلط . وأَحقُّ من يقبل توبتُه الساحرُ ؛ إذ هو أَبلغ في تمييز ما هو حجة مما لا حجة . وهذا هو الأَصل : أَن المُدَّعِيَ لشيء - على عهد الأَنبياءِ - إذا استقبلهم بمثله الأَنبياء - عليهم السلام - فهو أَحق من يلزمهم الإيمان به ؛ لعلمهم بالحق منه . والعوَامُّ منهم لا يعرفون إلا ظاهر ما يلزمهم ، من تصديق الحجج ، والله أعلم . وقوله : { وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ } - من الدنيا - { وَلاَ يَنفَعُهُمْ } في آخرتهم . وقوله : { وَلَقَدْ عَلِمُواْ } . يعني : اليهود في التوراة . وقوله : { لَمَنِ ٱشْتَرَاهُ } . يعني : اختاره للسحر . وقيل : يتعلمون ما يضرهم في آخرتهم ، ولا ينفعهم إن علموه . { وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشْتَرَاهُ } يقول : لقد علمت اليهود أَن في التوراة آية لمن اختار السحر . وقوله : { مَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلَٰـقٍ } . يقول : نصيب في الثواب . وقيل : { مَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ } أَي : ما له عند الله وجه . وقوله : { وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } . أي : بئس ما باعوا به أنفسهم ، يعني : اليهود الذين يعلِّمون الفرقة والسحر . وقيل : { مَا شَرَوْاْ بِهِ } يقول : ما باعوا به أَنفسهم من السحر والكفر . يعني : من لا يقرأَ التوراة . أَو يعني : أن لو كانوا يعلمون ما باعوا به أنفسهم ، ولكنهم لا يعلمون . أي : لو علموا أنهم بم باعوا أَنفسهم من العذاب الدائم ، لعلموا أنهم بئس ما باعوا به . وقوله : { وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ } . بتوحيد الله . { وٱتَّقَوْا } . الشركَ ، والسحر . { لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ خَيْرٌ } . يقول : لكان ثوابهم عند الله خيراً من السحر والكفر . { لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } . ولكنهم لا يعلمون علم الانتفاع به ، وهو كقوله : { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ } [ البقرة : 18 ، 171 ] ليسوا بصم ولا بكم ولا عمي في الحقيقة ، ولكنهم صم من حيث لا ينتفعون به ؛ إذ الحاجة من العلم ، والبصر ، والسمع الانتفاعُ به ، فإذا ذهبت المنافع بهما فكان كمن لا علم معه ولا بصر له ولا سمع ؛ حيث لا ينتفع ، ولا يعمل به ، والله أعلم .