Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 67-70)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
كيف تغفلون عن الله أيها الجاهلون ، وكيف تشركون معه غيره أيها المحجوبون { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ } بكمال قدرته وحكمته لباساً { لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } وتستريحوا من المتاعب { وَ } جعل لكم { ٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } لتهتدوا إلى مطالبكم في أمور معاشكم { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } الجعل والتقدير { لآيَاتٍ } عظام ودلائل جسام على كمال قدرته ومتانة حكمه وحكمته وتوحده في ألوهيته ، وتفرده في ربوبيته واستقلاله في التصرف بلا مظاهرة أحد ومشاركة ضد وند { لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } [ يونس : 67 ] سمع تدبر وتدرب واستكشاف تام بعزيمة صادقة صافية عن شوب الغفلة والذهول . ومن كثافة حجبهم وغشاوة قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم ما قدروا الله حق قدره ؛ لذلك نسبوا إليه ما هو منزه عنه سبحانه ؛ حيث { قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ } وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً ، كيف يكون له ولد { هُوَ ٱلْغَنِيُّ } بذاته عن التعدد مطلقاً ، ليس لغيره وجود أصلاً ، بل { لَهُ } مظاهر { مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰت وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } ظهر عليها سبحانه حسب أسمائه الحسنى وصفاته العليا على مقتضى التجلي الحبي اللطفي بلا انصباغ لها بالكون والتحقق بالانعكاس ؟ { إِنْ عِندَكُمْ } أي : ما عندكم أيها المجاهلون بمعرفة الله وحق قدره { مِّن سُلْطَانٍ } حجة وبرهان { بِهَـٰذَآ } الادعاء الكاذب والقول الباطل ، بل تتكلمون به افتراء ومراء { أَتقُولُونَ } وتفترون أيها المفترون { عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [ يونس : 68 ] ولا تدركون لياقته لجنابه . { قُلْ } يا أكمل الرسل نيابة عنا للمكذبين المفترين كلاماً ناشئاً عن محض الحكمة : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ } وينسبون { عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } [ يونس : 69 ] ولا يفوزون في النشأة الأخرى بمرتبة التوحيد التي هي معراج أهل الكمال ، بل يحصل لهم بافترائهم هذا { مَتَاعٌ } أي : تمتع قليل { فِي ٱلدُّنْيَا } من الرئاسة والجاه { ثُمَّ } بعد انقضاء النشأة الأولى { إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } في النشأة الأخرى { ثُمَّ } بعد تيقنهم وكشفهم فيها { نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ } بدل ما يتلذذون في النشأة الأولى { بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } [ يونس : 70 ] أي : بسبب كفرهم وشركهم .