Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 103, Ayat: 1-3)
Tafsir: Tafsīr al-Ǧīlānī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلْعَصْرِ } [ العصر : 1 ] أقسم سبحانه بالعصر والدهر الذي هو عبارة عن بقاء الوجود الأزلي الأبدي ودوامه السرمدي . { إِنَّ ٱلإِنسَانَ } المجبول على فطرة المعرفة والإيمان حسب حصته اللاهوتية { لَفِى خُسْرٍ } [ العصر : 2 ] عظيم ، وخيبة بيِّنة ؛ بسبب اشتغاله بما لا يعنيه من لوازم بشريته المتعلقة بحصة الناسوت . { إِلاَّ } الموقنين { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بوحدة الحق ، وتفطنوا باستقلاله في التصرفات الجارية في ملكه وملكوته { وَ } مع الإيمان والإذعان { عَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الدالة على إخلاصهم ويقينهم ونياتهم { وَ } مع ذلك { تَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ } أي : أوصى بعضهم بعضاً لسلوك طريق الحق وتوحيده وَتَوَاصَوْاْ أيضاً { بِٱلصَّبْرِ } [ العصر : 3 ] على مشاق الطاعات ومتاعب الرياضات الطارئة عليهم ، من قطع المألوفات الإماكنية ، وترك اللذات البهيمية اللازمة للقوى البشرية . وفقنا الله على قلعها وقطعها . خاتمة السورة عليكم أيها المحمدي القاص لقطع العلائق الإمكانية أن تتصبر على عموم البلوى العارضة لك في نشأتك الأولى ، وتسترجع إلى الله في جميعها ، وتسنده إليه سبحانه أولاً وبالذات بلا رؤية الوسائل في البين ، وتوطن قلبك مع ربك في جميع حالاتك ، وترضى عن الله في عموم ما جرى عليك في مقتضيات قضائه ، وبالجملة : كن فانياً في الله تفز بخير الدارين وفلاح النشأتين .